13 سبتمبر 2025
تسجيلإن إفريقيا مستهدفة في السنوات الأخيرة وهي ضمن التنافس الأمريكي الفرنسي، فالبترول والماس وغيرهما من المعادن يثير شهية الشركات الكبرى، وهذا غير الأهداف الاستراتيجية السياسية. والذي يفكر على أساس استراتيجي يعي أهمية إفريقيا والقرن الإفريقي خاصة، وهذا ما يقوم به الغربيون، ولكن الذي لا يفكر بهذه الطريقة فسيقول – وقد قيل – ما فائدة من هذه القارة؟ ولما تستثمر أموالنا فيها وليس هناك اطمئنان عليها والأوضاع فيها غير مستقرة؟ أما صاحب النظرة الاستراتيجية الواسعة فإنه يعلم أهمية (السودان) مثلاً بوصفه بلداً كبيراً يمثل مدخلاً إلى إفريقيا كلها، ويعلم كذلك مدى أهمية القرن الإفريقي (إسلامياً). إن من أعظم الأعمال التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات الدعوية والخيرية وأكثرها فائدة هي التي تهتم بالتعليم وبخاصة التعليم الديني الذي يخرج أناساً يملكون ثقافة شرعية تؤهلهم لقيادة المجتمع، والاختلاط بالناس وتعلمهم أمور دينهم وأمور دنياهم أيضاً، وكيف يكون المسلمون أعزاء أقوياء، ومما يؤكد أهمية هذا التعليم الديني أن غالب مسلمي القارة بسببه هم من أهل السنة، ولم تستطع المذاهب الأخرى كالخوارج (سابقاً) والشيعة (حاضراً) التمدد والانتشار على الرغم من الجهود المكثفة التي يقوم بها الشيعة في هذه الأيام. إن التمزق القبلي والنزاعات تأكل الأخضر واليابس في الصومال وفي دولة كبيرة مثل نيجيريا على الرغم من كثرة سكانها واتساع أرضها ووفرة خيراتها: فإنها ما تزال تتخبطها الصراعات بين الشمال والجنوب، ولو كان للمسلمين في الشمال قيادة موحدة تطالب بحقوق المسلمين ويكون لهم نصيب في الحكم بنسبة عددهم؛ لما استطاع أهل الجنوب أن يكون لهم هذه الهيمنة على البلاد وبخاصة الاقتصاد. المسلمون هناك، وفي إفريقيا عامة، بحاجة شديدة إلى الوعي بدينهم وواقعهم، وتقوية مجتمعاتهم، ومعرفة واجباتهم. وبالله التوفيق.