19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فتح رسائل الواتساب، وإذا برسالة استغاثة عاجلة من زميله بالعمل: أرجوك اتصل بي، فلقد توفيت والدتي البارحة رحمها الله، وأحتاج من يساعدني في دفن أمي! صاحبنا يعلم أن وضع أسرة زميله المادية ضعيفة جداً، وسكنهم بالإيجار، ولم يترك والده المتوفى قبل سنوات أي إرث لإخوته، وصعب عليه أن يشحذ مالاً من أقربائه. فاتصل به، فوجد أنه محتار وليس لديه تكاليف طقوس العزاء! إنه يبكي ويشتكي له حالته النفسية، وفراغ محفظته، وهو يستمع بصمت! فقال له: صدقني ظروفي صعبة، وليس معي سوى باقي راتبي حتى آخر الشهر، وليس لك إلا بطاقة الفيزا! فذهب معه إلى ماكينة الصرافة، فلم تعطيه المبلغ الذي يريده، فلم يجدا وسيلة إلا الذهاب إلى أحد معارض السيارات المستعملة، وشرح لمدير المعرض ظرف صديقه الطارئ، وإنه محتاج لبعض المال لدفن أمه، فساعده صاحب المحل بأن اقترح عليه أن يتصل بالبنك ويطلب برفع سقف الصرف النقدي، فإذا حصل ذلك، سيعطيه بعض السيولة بعملية شراء وهمية!. أسئلة طرحت نفسها: هل يعلم أصحاب العزاء بموعد موت والدته لوضع ميزانية عزائه؟ هل للعزاء مخطط وميزانية كالزواج؟ هل الإسلام أتى بعادات وتقاليد تكبل كاهل الإنسان؟ هل الإسلام يحب الغربلة والتعب لبني البشر؟ هل الإسلام دين مشقة وعبثية لا مدروسة؟ هل لمن يفقد عزيزاً عليه خاصة في (عزاء الحوادث)، قدرة شراء الأغنام لشبع كروش الأزلام؟ هل لصاحب العزاء وأهل العزاء القدرة على النفخ والطبخ والجدال والنقاش مع المطابخ والمطاعم؟ هل الأصل في العزاء مواساة أهل الفقيد، أم مواساة البطون باللحوم والشحوم؟. لقد أحسن بعضهم صنعاً، بإلغاء عزاء قبل الظهيرة، لكي لا تكون حجة المعزين في انتظار أطباق الرز واللحم والمقبلات، ولكي نساعد في نشر ثقافة عزاء مواساة تعكس صورة الإسلام الجميلة، ولنعطي فرصة أهل العزاء النوم جيداً بعد فقد الأحبة، فلنلغي بدعة الكروش ونفض القروش، وليصبح العزاء من العصر حتى العشاء، وأن يقتصر على المشروبات الباردة والساخنة.. فأتمنى أن ينقل قارئ المقال أمنيتي وينشر السامع رغبتي، والحاضر يعلن الغائب.