19 سبتمبر 2025

تسجيل

عالم الرياضة (1)

05 سبتمبر 2012

دورة لندن الأولمبية كشفت الخبايا والخفايا، وإذا كانت المحصلة القطرية مقارنة بالآخر تعتبر إنجازاً، فإنني لا أعرف مقدار البذخ على الرياضة العربية، خاصة في ظل القيمة الحقيقية لبعض لاعبي كرة القدم، خاصة في بعض الأندية المصرية والتونسية وحتى السودانية، ملايين تصرف على بعض اللعبات، والمردود دون المأمول، من هنا فلابد من دراسة الأمر، وأتمنى ألا يتم تفسير الأمر في إطار جلد الذات، لا والله، ولكن لدراسة المحصلة النهائية للدورة عربياً، وقد يقول قائل إن هناك دولاً أخرى لم تحصد مثلنا، كالهند وإندونيسيا وماليزيا، ودول في أمريكا الجنوبية. أقول إن الأمور لا تقاس بهذا الإطار، ذلك أن بعض الدول الصغيرة قدمت إعجازاً في الرياضة، خاصة في مسابقات الجري، دول لا نعرف موقعها على الخريطة، ومع ذلك حصدت كل الألقاب، لا أتحدث عن بولت مثلاً ولكن هناك دول فقيرة وتحصد الميداليات، مثل كينيا وإثيوبيا ومع هذا فإن اللاعب العربي يتوارى خلف هؤلاء، كان الحلم العربي مرتبطاً مثلاً ببعض اللاعبين، ومع هذا فإن الفشل قد رافق العديد من الأسماء، في بعض الأحيان يكون اللاعب ضحية، كان اللاعب المصري قد حصد ميدالية ذهبية، واحتلت صوره ميدان التحرير، ثم تعرض للاضطهاد وفشل ولكنه عاد أخيراً وحصد الميدالية الفضية لبلاده، فهل نحن نقتل المواهب؟ وهل نكره الانتصار؟ هل نغار من النجاح؟ أسئلة تدور في رؤوس الجميع. والأمر الآخر أن الرياضة العربية كمرتكز شبه مفقود، هل هناك ساحات لممارسة الرياضة في كل المدن والقرى العربية من المحيط إلى الخليج؟ إن نظرة الإنسان العربي إلى الرياضة موازية لنظرته إلى كافة الفنون مثل الرسم والموسيقى والتمثيل، وكان المسؤول الثقافي محقاً عندما قال "ما دور الناقد؟" إنه أقرب ما يكون إلى الفراش الذي يصب القهوة في مكتبه، مع احترامي للفراش، إذن هذه النظرة للفنون والإبداع والرياضة، الركن الأساسي في ضبابية الأمر، نعم عندما يحصد اللاعب النجاح يكون له ألف ألف أب، وعندما يفشل يكون هو المسؤول، السؤال المهم: هل يمكن أن نخلق قاعدة رياضية من العدم؟ إن الرياضة الآن علم، بعض الدول تمارس نشاطاً محدداً، ومن ثم تبرز في تلك الرياضة عبر خطط وبرامج مدروسة. إن برشم البطل القطري ما هو إلا نتيجة لموهبة خلاقة أولاً، ووجود مدرب على مستوى الآمال المنشودة ثانياً، ودعم وتشجيع من قبل القائمين على الرياضة، وخطة قصيرة المدى، وأخرى بعيدة المدى وهكذا ظهر عبر اسباير، هذا البطل الذي سيسجل بأحرف من نور اسم هذا الوطن الغالي علينا جميعاً – قطر – في كل المحافل الرياضية. إذن الرياضة اليوم علم، نعم هناك قدرات خاصة للبطل، ولكن علينا تدارك الأمر، وإفساح المجال للمواهب كي تنمو، عبر الساحات والأندية، ذلك أن اللاعب المتميز ثمرة تكاتف كل الجهود. وللحديث بقية........