20 سبتمبر 2025
تسجيلقد تشعر يوماً ما في موقف ما أنك وقعت تحت ضغط الإحساس بأن طرفاً ما "جار عليك" وأنك محتاج لمن يسمعك، ويفهمك، وينصفك، قد يحدث هذا الموقف بسبب فاتورة تليفون، أو فاتورة كهرباء، أو ما شابه، وقد تبذل جهداً، ووقتاً طويلاً لإقناع المسؤولين بأن هناك خطأ ما أضر بك وحملك عبئاً مادياً لست مسؤولاً عنه، وقد يحدث شد وجذب، ومشادات، وخناقات يرتفع فيها الصوت والضغط والمراجعون مستميتون لإثبات أن الفاتورة التي وصلتهم خطأ، وأن المبالغ الخيالية بالفواتير لا تخصهم، ويظل الأمر طويلاً حتى يسوى بعد طلوع الروح، أمر مشابه لذلك يحدث مع مخالفة المرور، فزميلنا فيصل أبو ندى يحكي لي عن "مسج" وصلته على موبايل بأنه مخالف، راجع المرور، حولوه إلى "لخويا" لأنها هي التي سجلت المخالفة، قال فيصل للضابط المسؤول في "لخويا" إنه كان في الموعد والمكان المحددين بالمخالفة بالإذاعة مع برنامج على الهواء يعده، وأن "لخويا" أو المرور بإمكانه التأكد من ذلك عن طريق الشرطة المسؤولة عن بوابة الإذاعة التي تسجل بالدقيقة والثانية السيارات الداخلة إلى مبنى الإذاعة بكل تفاصيلها وستظهر إفادة شرطة البوابة براءته من هذه المخالفة وطلب من الضابط المسؤول فقط مخاطبة شرطة البوابة للتأكد مما يقول، لكن الضابط طلب منه هو مخاطبة البوابة وإحضار ما يثبت كلامه، خاطب فيصل البوابة فقالوا له لا يجوز مخاطبتك لنا ممكن "لخويا" يخاطبوننا وسنرد عليهم بالمطلوب، وبين لخويا، والبوابة، والمراجعات بالمرور هدر وقت طويل والدنيا حر والناس "صايمين" وحتى الآن لم تحل مشكلة أخينا فيصل مع المخالفة التي يؤكد أنه غير مسؤول عنها ووجوده بالإذاعة يشهد، وبيانات سيارته التي دخلت مبنى الإذاعة تشهد، لكن لم تنته الحكاية بل قالوا له لو حولت المخالفة إلى المحكمة سيطلبو من "لخويا" مسجل المخالفة ليحلف اليمين وإذا حلف ستدفع المخالفة وفوقها غرامة، قال أخونا فيصل أنا مستعد أحلف اليمين بأنني لم أدخل موقع المخالفة من سنة ومعي شهادة دفتر البوابة الذي سجل دخولي إلى عملي، جاءه الرد بأنه غير مطلوب منك أن تحلف الذي يحلف الذي سجل عليك المخالفة، وحتى الآن الموضوع معلق، لذا كان مريحاً جداً أن أقرأ أن إدارة المرور خصصت مكتباً لتلقي شكاوى المراجعين لما يعترضون عليه من مخالفات للنظر فيها وتصحيح الأخطاء التي قد تقع أثناء تحرير المخالفة تخفيفاً على المراجعين بعد مراجعة اللجنة المشكلة من إدارة المرور، والشؤون القانونية، والدوريات، وبعد التأكد من صحة الشكوى ترفع المخالفة. ولعل الجميل في هذا المكتب أنه لا يفرض أمراً واقعاً مثل (ادفع وبعدين تظلم) ولا يتعالى ليؤكد (احنا ما نغلط) ولا يلزم الشاكي قهراً بكلمتين يحرقوا الدم مختصرين في (حتدفعها يعني حتدفعها). إن هكذا تعامل من قبل إدارة المرور مع المواطن والمقيم يشير إلى شكل محترم، ونهج راق للتعامل الأمثل الذي يضمن حقوق الناس، ويترفع عن غطرسة السلطة، وفرض حصيلة من المخالفات بغض النظر عن ظروف المخالفة، ويلتفت أيضا لخصلة الصدق بأي إنسان. إن مجرد إتاحة فرصة التظلم، والاستماع للمتظلم، والبحث في ظروف المخالفة وملابساتها أمر يستحق أعلى درجات الاحترام والتقدير لنسق إداري إنساني ينأى بنفسه عن ظلم الناس، وعن قهرهم بدفع ما لا يجب عليهم وقد يكون نتيجة خطأ بالتأكيد غير مقصود. تحية لائقة بوزارة الداخلية التي تلتفت إلى الإنسانيات التي تخفف من أعباء الناس، وتحية لشرطة المرور التي تواجدت رغم الصوم والحر وأثناء حوادث العيد لتيسير عملية السير، وانسياب الطرق خاصة بعد الحوادث المؤسفة التي تكررت في أكثر من طريق، مرة أخرى نؤكد أن الانصات للشكاوى تصرف حضاري نبيل يستحق الشكر الجزيل، ولا أغفل تقديم تحية لائقة بأستاذنا مدير المرور محمد الخرجي الذي تجد رقم موبايله الخاص مع كل الناس دون تحسس، ولا فوقيه، ولا غضاضة، من يطلب الرقم من البدالة يحصل عليه هذا في الوقت الذي قد ينشف ريقك لمعرفة رقم مديرك الذي قد تحتاجه في ظرف قاهر، مرة أخرى كل الشكر والتقدير لوزارة الداخلية والقائمين عليها ولإدارة المرور التي لا تألو جهداً في تقديم جهود تستحق وافر التحية.