18 سبتمبر 2025

تسجيل

الوجع اللبناني

05 أغسطس 2020

لبنان الجريح.. لا يستحق كل هذه التطورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أساءت له ولشعبه المحبوب وأرضه الخضراء التي كانت البلد الأول المفضل للسياح العرب على مدى سنوات طويلة. والأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها هذا البلد العزيز على قلوبنا تجعلنا نتوقف عند المأساة التي يخوضها هذه اللحظات وتؤكد على أن الليل فيها أصبح يزداد سواداً وبيروت العاصمة ما زالت غارقة في العتمة وإلى أجل غير مسمى. ونعتقد بأن الظروف السياسية لعبت دورها الكبير في تغيير الأوضاع المعيشية وما يمر به هذا الشعب من جوع غير مسبوق في تاريخه بسبب التقلبات السياسية بجانب التحدث عن الفساد وتمكنه بقوة من قبل أصحاب النفوذ.. مما جعل المجتمع يرفع صوته محتجاً لمكافحة الفساد والعمل على توزيع الثروة بشكل يضمن العدالة الاجتماعية للجميع. هذه واحدة.. والنقطة الأخرى أن الجوع الذي هيمن اليوم على كافة طبقات المجتمع جعل البعض يقدم على الانتحار وهناك أعداد تتزايد بشكل يومي بسبب هذا الجوع والأزمة الاقتصادية التي يمر بها هذا الشعب.. وهي سابقة خطيرة تنذر بحوادث أخرى مشابهة قد تحدث قريباً غير محمودة العواقب. ومع انتشار الفقر وقلة ما في اليد تزداد أيضا الأزمة الصحية سوءا في نفس الوقت بسبب تفشي وباء كورونا (كوفيد - 19) الذي ضرب نسبة كبيرة من أفراد المجتمع جعلهم يعانون الأمرين بسبب هذا المرض الفتاك من ناحية.. ومن ناحية أخرى بسبب أزمتهم الاقتصادية التي طالت كل بيت لبناني بلا رأفة. ومن مساوئ هذه المرحلة أن السياحة أصبحت معطلة.. وهو ما زاد من الأزمة المالية وجعل موارد لبنان الاقتصادية تقل بكثير عما كانت عليه قبل سنوات.. وفي الوقت نفسه فإن ما يملكه كل لبناني في الخارج ومن يعيش في غربته باتت دولاراته تقل بكثير وهو ما ينذر بكارثة مالية محدقة بالجميع لا محالة.. بجانب أن أموال البعض في الداخل ما زالت محجوزة.. والبطالة تنتشر داخل المجتمع كانتشار النار في الهشيم.. مع تكرار مشهد السرقات والحركات المسلحة التي يتحدث عنها الإعلام اللبناني في كل يوم على مرأى ومسمع من العالم أجمع. كلمة أخيرة: اللبنانيون يبحثون عن كرامتهم بسبب الفساد من ناحية وبسبب سندان الجوع ومطرقة كورونا من ناحية أخرى.. ونجد على الصعيد الخارجي أن المنظمات الدولية بدأت تصرخ قائلة: "أنقذوا أطفال لبنان".. حيث إن مليون فرد لا يملكون ثمن الطعام والمجاعة تتربص بالمجتمع.. والكارثة تزداد مخاطرها في كل يوم بعد أن أكلت الأخضر واليابس بسبب تسلط اللصوص والفاسدين والميليشيات الذين نهبوا ثروة هذا الشعب.. والآتي أسوأ. [email protected]