12 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا أصابنا؟

05 أغسطس 2019

كلمات في الصميم سطرتها من كتبتها-جزاها الله خيراً-، تحكي واقعاً وتلامسه من دون أدنى شك، وأتينا بها هنا "بتصرف" لما لها من أهمية، وعلى المؤسسات الحكومية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني بكافة أطيافه أن تشكل فرق عمل لمناقشة هذه الأمور التي تقع في المجتمع للوقوف عليها بالشكل الصحيح والسليم، ووضع الحلول والبرامج العملية للتخفيف منها، والمحاولة للقضاء عليها وكل ما يؤدي إليها "والكل يقدر"، وألا نتركها وإلاّ سفينة المجتمع الكبرى ستغرق!. واعتقد أن هذه الكلمات قد وصلت إلى كثير من أفراد المجتمع عن طريق منصات التواصل الاجتماعي وغيرها. فلنشكل حياتنا ولنستمتع بها بما يرضي الله، وليس بالشكليات وبالمظاهر والفوضى "وشوفوني يا ناس". " الوضع الحالي للأسر في كيفية إدارة المال للأسف من وجهة نظري: سوء إدارة المال في المجتمع تتضح في المظاهر التالية: * تكاليف الزواج المبالغ فيها بشكل غير طبيعي. * المبالغة في بناء البيوت الفخمة. * عدم القدرة على الادخار. * التخبط في الاستثمار "مع الخيل يا شقرا". " إن دخل معظم الأسر كافٍ جداً لتوفير الحياة الكريمة، بما فيها من ترفيه ورفاهية وسفر، وكل ذلك في حدود المعقول!. والمشكلات تبدأ حين يتجاوز الفرد الشيء اللامعقول في الاستهلاك الحياتي!". وأغرب صفة في مجتمعنا التقليد الأعمى، وإصرارهم على أن يكونوا بمستوى واحد "محد أحسن من الثاني"، بمعنى أن محدودي الدخل يضغطون على أنفسهم ليعيشوا بنفس مستوى الأثرياء، وهو أمر غير ممكن، ويضعهم تحت ضغوط رهيبة، أولها المديونيات. لماذا يشعر البعض أن الغلاء اليوم لا يُطاق؟ لأن المفاهيم جديدة ظهرت في المجتمع، وضغطت على الدخول، أهمها: الماركات ساعة بـ 120 ألف/ شنطة بـ20 ألف/حذاء بـ 5 آلاف، البذخ في الأعراس، أيضاً السفر في السنة أكثر من مرة، وعلى درجة الأعمال او الأولى!. هذا مكلف وغير ممكن للجميع!. والغريب أيضاً أن كل زيادة في الرواتب يتم استهلاكها بصورة سريعة، من خلال خلق أوجه إنفاق جديدة، او المبالغة في الإنفاق على الموجود!. قبل نظام السكن يعتمد على بيوت بأحجام متوسطة الشعبية، وبعدها تمت المبالغة في الأحجام والمواصفات، فصار مبلغ القرض يحتاج قرضا ويستمر مسلسل القروض إلى ما لا نهاية!. ولو تأملنا سيارات المواطنين في السنوات العشر الأخيرة، سنلاحظ ضعف الإقبال على السيارات المتوسطة، والاتجاه القوي نحو السيارات الفارهة "ذات الأسماء الرنانة التي تسر من يراها وينتفخ من بداخلها"، وهذا راجع لرغبة الجميع في الظهور بمظهر المقتدر، المنتمي للطبقات المخملية!. وهنا سؤال كبير يطرح نفسه.. كيف تشكو من غلاء الأسعار وضعف الراتب، وأنت تبني فيلا فخمة، وتقود سيارة تتجاوز قيمتها بـ....، وتسافر في السنة "عدة مرات"؟ هذا النمط يناسب رجل أعمال ناجحا وليس موظفا يعتمد على الراتب. وهنا أوجه دعوة للشباب والفتيات "الموظف" وكذلك "الموظفة".. اعرف قدراتك، وتصرف بما يناسبها، وحاول الادخار من راتبك للمستقبل، حاول الاستثمار الجيد للمال المتوفر. لا تصرف على الكماليات ولا تلهث وراء المظاهر البراقة وفكر!. ربما الغد لا يكون كالحاضر ادخر واستثمر وعش على قدك وابني حياتك خطوة بخطوة، واترك عنك البذخ الكاذب "والفوضى في إنفاق المال" ؟؟؟؟ والتقليد العمى " المصطنع المغلّف كريه". نسأل الله الهداية وإعمال العقل بما يرضيه سبحانه وتعالى. "ومضة" ما كان الترف يوماً بنى قيماً وحرّك مجتمعاً.. ما كان الإسراف يوماً أقام نهضة وبنى مجداً.. ما كانت المظاهر الخداعة يوماً تأتي بخير على من يتباهى بها.. إنها مواقف وتصرفات من الحياة لا بد من المرور عليها والوقوف عندها!. (( فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ)) قال الإمام محمد بن كعب القرظي رحمه الله "فهل من منزجر..." [email protected]