25 أكتوبر 2025
تسجيلألم الغزو ما زال ماثلا أمامنا، وحصار قطر يحيي نظرية المؤامرة من جديد مجلس التعاون هو مصدر وحدتنا فاتحدوا يا أهل الخليج قبل أن تذهب ريحكم تمر ذكرى غزو الكويت التي هزت الخليج في الثاني من أغسطس 1990 م ودول الخليج والمنطقة تتعارك فيما بينها لأسباب تافهة وغريبة لا تمت للمنطق بصلة.. ولعل هذه الذكرى المؤلمة تعلمنا في هذه الأيام المزيد من الدروس والعبر التي تزيد من فرقتنا ولا تمكننا من إعادة وحدة البيت الخليجي من جديد رغم التحديات!!. واعتقد كما يعتفد الكثير من الخبراء والمحللين بأن حصار قطر الذي تم افتعاله في 5 يونيو 2017 م جاء ليرسم لنا أسوأ صورة لتمزيق دولنا وشعوبنا بلا أي مبرر بفضل التدخلات في شؤوننا الداخلية التي أصابها مس الشياطين والجنون ولم تعد قادرة على الحراك من جديد بفضل استجابة بعض الدول مع المزيد من الدسائس ضد دولة قطر حكومة وشعبا لكي تصبح ضعيفة وبعيدة كل البعد عن النسيج الخليجي ومنظومة مجلس التعاون التي تأسست عام 1981 م من خلال رؤية ثاقبة لقادة دولنا في تلك الفترة بسبب المتغيرات الإقليمية والدولية التي بدأت تهدد أمن المنطقة، وخاصة بعد اشتعال الثورة الإيرانية عام 1979 م. ويبدو أن دول الحصار باتت اليوم تسهم مساهمة كبيرة في هدم هذه الوحدة الغائبة وزيادة الفرقة وتمديدها لسنوات أطول حتى لا تعود دول المنطقة إلى الطريق المنشود الذي يتمناه كل شعب الخليج ومطالبتهم بهذه الوحدة مع نسيان الخلافات المفتعلة التي لا تقدم ولا تؤخر في هذا الخلاف غير المنطقي!! . كما أن غزو الكويت كان يمثل لنا درساً قاسياً مرت به كل دول الخليج قبل 28 سنة حين اتفقت دولنا دون استثناء على تحرير الكويت من الغزو العراقي الغاشم مهما كلف من أموال وأسلحة وحشد للجيوش في تلك الفترة من خلال الاستعانة بالجيوش العربية والأجنبية لإعادة الكويت إلى البيت الخليجي محررة من براثن المحتل الذي فاجأنا جميعا بهذا الغزو ودون سابق إنذار.. وهو الشيء نفسه الذي يقع اليوم مع قطر ولكن بسيناريو مختلف بعض الشيء عن محنة الكويت!!. ومن هنا فإن الدروس المستفادة من غزو الكويت وحصار قطر كثيرة وعديدة.. ولعل أبرزها غياب عامل حسن النوايا من قبل بعض الجيران، بجانب عدم الاعتماد على النفس في إعداد وتأهيل الجيوش في كل دولة خليجية بما يؤهلها للدفاع عن نفسها في أي وقت طارئ.. فنحن لم نتعلم من الدرس بعد غزو الكويت.. حيث نمر اليوم بنفس المأساة عبر التآمر ضد قطر!!. كلمة أخيرة لابد من إعادة الهيبة لمجلس التعاون الخليجي من جديد مع البعد كل البعد عن الأحلام الوردية لبعض الدول المتغطرسة التي تعيش بيننا بتصرفات عنترية لضرب الوحدة الخليجية عبر كافة الجهات والأصعدة.. خاصة أنها تسعى لتحقيق نفس أحلام الجيش العراقي في تلك الفترة بهدف التوسع وفرض السيادة والتركيع بالقوة وبطريقة لا تقبلها الأعراف ولا القوانين الدولية!!.