17 سبتمبر 2025

تسجيل

حقيقة بعض الأقلام التي تخوض في الأزمات!

05 أغسطس 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); البعض باع ذمته بثمن بخس فأصبح بوقاً يروج أكاذيب لا أصل لها على بعض القنوات الفضائية مثقفون استغلوا قدرتهم في التأثيرعلى الناس فجعلوها وسيلة لزيادة الخلاف وتعميق الفجوة نشكر لمكتب الاتصال الحكومي دعوته عدم الانزلاق وتجنب الرد بالمثل على الإساءات والبذاءات على المسلم ألا يتأثر بهؤلاء وأن يحذر من نشر ما يتم تناقله من أخبار دون تثبت الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد إنَّ من الثمار التي تُقطف عند حدوث الأزمات أيها الإخوة والأخوات معرفة الصديق من العدو، والناصح من الشامت، وصاحب الموقف من المتلون، والحريص على وحدة المسلمين وجمع كلمتهم من الساعي للفتنة والفرقة. ففي الأزمات تتمايز الصفوف وتتساقط الأقنعة، ويُعرف المعدن النفيس الذي هو كالذهب لا يتغير لونه مهما صَهَرته النار من المعدن الرخيص الذي يتبدل جلده ويتغير لونه عند أول ملامسة للحرارة . إنَّ الأزمة التي حصلت بين دولة قطر مع أشقائها من الدول الأخرى - حرسهم الله جميعا - قد كشفت لنا منذ مدة حدوثها -والتي تخطت الشهرين- معادن بعض الكتاب والمثقفين والمؤثرين في الناس! حيث أزالت اللثام عن وجوههم وكشفت للناس حقيقتهم . فبعضهم قد أنسته دعوى الوطنية التي يتزين بها الإنصاف وآداب الخلاف مع إخوانه! فأصبح يفتري – وقد يعلم أنه يكذب- ويسعى في نقل الإشاعات عبر وسائل الإعلام والتواصل من أجل تشويه المخالف، وتحسين صورته خاصة بين أفراد مجتمعه ليظهر في صورة حامي الحمى والمحب للوطن والمدافع عنه!. وبعضهم قد باع ذمته بثمن بخسٍ فأصبح بُوقا وقلما مأجورا! يقف مع من يدفع أكثر! ولذا نراه يُساهم وبشكل كبير في ترويج أكاذيب لا أصل لها على بعض القنوات الفضائية والجرائد اليومية والشبكات ومواقع التواصل الاجتماعية، ليس له همّ إلا كسب المال والتزلف لأصحاب المناصب ورجال الأعمال. وطائفة من المثقفين استغلت قدرتها على الكتابة وزخرفة الكلام وحسن صياغته وتأثيرها على الناس فجعلت ما تدونه أقلامها وسيلة لزيادة الخلاف وتعميق الفجوة بين الإخوة. وللأسف نرى كذلك أن جماعة ممن يُحسبون على العلم الشرعي قد خاضوا أيضا في هذه الأزمة دون النظر في عواقبها ولا معرفة لحيثياتها الدقيقة! والقارئ والسامع ما يصدر عن بعضهم يرى أن الوطنية والحمية في الحقيقة هي التي تغلب على كلامهم. أفلا يدري هؤلاء – خاصة المثقفين وبعض طلاب العلم- أن الحكومات مهما طالت الأزمة بينها -ولا نتمنى أن تطول- ستتصالح وستعود العلاقات كما كانت بإذن رب البريات، وستهتز بعد ذلك مكانتهم أكثر عند العامة، وسيُطعن في عدالتهم وصدقهم والله المستعان . فعلى هؤلاء جميعا أن يعلموا أن كل ما يصدر منهم هو مكتوب عند العزيز الجبار، فليحذروا من الظلم والفجور في الخصومة والكذب على إخوانهم . وإن وقع منهم تعدٍّ أو تفريط فليبادروا إلى إصلاح ما كان، والتوبة والرجوع إلى العزيز الرحمن قبل فوات الأوان، يقول الإمام ابن الجوزي -رحمه الله-: "كلامك مكتوب وقولك محسوب وأنت يا هذا مطلوب، ولك ذنوب وما تتوب، وشمس الحياة قد أخذت في الغروب، فما أقسى قلبك من بين القلوب". التبصرة (2/272). وعلى المسلم ألا يتأثر بهؤلاء ولا يغتر، وأن يحذر من نشر ما يتناقل من أخبار دون تثبت أشد الحذر! حتى لا يقع فيما حذره منه سيد البشر، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ ما سمع". رواه مسلم(5) يقول الإمام ابن حبان –رحمه الله-: "في هذا الخبر زجر للمرء أن يحدث بكل ما سمع حتى يعلم على اليقين صحته". الضعفاء لابن حبان (1/9) ولا ننكر أيها الأحبة الكرام أن هناك -ولله الحمد- علماء أجلاء وكذلك بعض العقلاء من كل الأطراف لديهم حرص كبير على دعوة الناس للحكمة والتعقل، وعلى عدم الانجرار وراء الإشاعات التي تزيد الشحناء والخصومات، وتذكيرهم برابط الدين والنسب والأخوة، وحثهم على ترك هذه الأزمة لأهل العقل والاختصاص الذين سيُوفقون بإذن الله -جل وعلا- لإيجاد حل واتفاق يُرضي الجميع . فنتمنى من الناس أن يسمعوا لهؤلاء الفضلاء فهم كما نحسبهم -والله حسيبهم- من أحرص الناس على نزع فتيل الخلاف وتهدئة النفوس، وجمع الكلمة، وهذا الذي يريده كل محب للألفة والخير . وفي ختام هذا المقال أيها الأحبة الكرام أريد أن أنبه على أمرين: أولا: نشكر مكتب الاتصال الحكومي بدولة قطر – حرسها الله- وحفظ أميرها سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – وفقه الله- على البيان المشرف الصادر عنها والذي دعت فيه بشكل رسمي كل المواطنين والمقيمين في دولة قطر–حرسها الله- إلى التَّحلي بالأخلاق الحميدة وعدم الانزلاق وتجنب الرد بالمثل على الإساءات والبذاءات التي تُنشر في وسائل التواصل المختلفة، ودعت كذلك لعدم الإساءة للدول ورموزها وشعوبها . وهذا إن دل فإنه يدل على سمو الأخلاق ورفعتها وكرمها، ونتمنى من الدول الشقيقة الأخرى-وفقها الله- أن تحذو حذوها، فمثل هذه البيانات المشرفة تقطع الطريق أمام كل من يريد التفرقة ونشر ما يزيد الشحناء والبغضاء، وتذكر المسلمين بروابط الدين والأخوة. ثانيا: لم أكتب هذا المقال – نسأل الله الإخلاص والقبول- طلبا لشهرة أو رغبة في دنيا أو إرضاء لأحد من الناس، وإنما كتبته دينا واعتقادا، وسيسألني عنه العزيز العظيم يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يقول الإمام ابن قتيبة –رحمه الله-: "ومن أيقن أنه مسؤول عما ألف وعما كتب لم يعمل الشيء وضده، ولم يستفرغ مجهوده في تثبيت الباطل عنده". تأويل مختلف الحديث (ص 59) ويقول الشاعر –رحمه الله- : وما مِنْ كاتِبٍ إلا استبْقَى كتابتَه وإنْ فنيَتْ يدَاهُ فلا تكتُبْ بخطّكِ غيْرُ شيء يسرّك في القيامَة أنْ تراهُ. محاضرات الأدباء لأبي القاسم الأصفهاني (1/131) فالله أسأل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يحفظ جميع بلاد المسلمين من كيد أعداء الدين، وأن يُوفِّق الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- وباقي إخوانهم لكل خير، ومن ذلك أن يكونوا سببا في حل هذه الأزمة التي ألمت بالمسلمين، ونسأله جلَّ وعلا أن يُذهب عن القلوب كل ما وقع فيها من غل أو حسد أو كره وغيرها من الشرور، فهو سبحانه ولي ذلك والكريم الغفور. وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.