14 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); مع ساعات الصباح الأولى والكائنات تتململ من سكونها تسبح بحمد ربها أقدمت عصابات المستوطنين على جريمة بشعة تضاف لسجل الجرائم الإسرائيلية الأسود، فقد قتلوا الرضيع علي دوابشة ذي الثمانية عشر شهراً في مدينة نابلس حرقاً، بعد أن أحرقوا المنزل في قرية دوما. أي نوع من البشر هؤلاء الذين يحرقون رضيعا وأي قلوب يحملون وفي أي دنيا يعيشون، وهم يحرقونه ورضاعة الحليب بين يديه. هذه الجريمة تضيف أيضاً دليلاً جديداً على العقلية الصهيونية التي لم تعد راضية بسفك الدماء فحسب فها هي تحرق الأطفال الرضع، في وسط بيوتهم، وهذا يأتي نتيجة للتحريض المستمر والمتزايد داخل المجتمع الإسرائيلي الذي قام في الأصل على الاغتصاب. وقد شهدنا أعمالا تحريضية وعدوانية مكثفة في الآونة الأخيرة خاصة تجاه المسجد الأقصى، وللأسف لم نجد رداً فلسطينياً رسمياً مقنعاً. قبل فترة ليست قصيرة تم قتل الوزير زياد أبو عين ضربا وبالغاز المسيل أمام عدسات الكاميرات ولم يتحرك العالم سوى بالإدانات والاستنكار المبتذل ولم يحاسب المجرمون على أفعالهم، وكذلك الحال مع جريمة خطف وإحراق الفتى محمد أبوخضير في القدس، ولذا فإن هذا من الضروري أن يكون دافعا لوقف هؤلاء عند حدهم ومنعهم عن تكرار مثل هذه الجرائم. وفي هذا السياق فإن السلطة الفلسطينية تقع عليها مسؤولية ضخمة في هذا الأمر، خاصة أن تحركات القوات الإسرائيلية تتم بالتنسيق معها، وعليها أن تعلن وقف هذا التنسيق مباشرة وترفع القضية للمحاكم الدولية التي انضمت إليها، وكذلك الحال عليها أن تكف عن ملاحقة المقاومين في الضفة الغربية حيث تواردت الأخبار أنه في اللحظة التي قام الصهاينة بجريمتهم كانت أجهزة السلطة الأمنية تداهم منزل الشهيد المهندس يحيى عياش لاعتقال نجله. لقد عمل الناشطون الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من الجهات الرسمية الفلسطينية فهم يحاولون مع كل حدث إبراز العنجهية والإجرام الإسرائيلي الذي لا يتورع عن قصف وقتل الأطفال والنساء، ولهذا أين الجهات الرسمية من دور فضح الاحتلال في المحافل الرسمية ولماذا لا يستخدمون المنابر التي يحق لهم التحدث عبرها لفضح صورة الاحتلال الحقيقية بما أنهم يرفضون المقاومة المسلحة ويعملون على منعها بكل ما أوتوا من قوة. إذا كانت هذه الجريمة هزت العالم فليعلم العالم أيضا أن المسجد الأقصى يتعرض منذ فترة قريبة إلى اعتداءات مكثفة ومحاولات اقتحام وبحضور شخصيات إسرائيلية رسمية وقيادات دينية. فليعلم العالم أن إسرائيل ماضية في جرائمها ما لم تعلم أنها لن تدفع ثمنا مقابل أفعالها فهي التي تطلق يد المستوطنين لقتل أبنائنا وحرقهم والاعتداء على أراضينا وبيوتنا، بينما يعتقل المقاومون الوطنيون. لهذا ينبغي أن يكون هناك رد على هذه الجرائم حتى تعلم إسرائيل أن هذا الشعب يأبى الانكسار ولا يسكت على دمائه النازفة. صحيح أن الفلسطينيين الآن في واقعهم الحالي وفي واقع محيطهم الدولي والإقليمي لا يستطيعون القيام بمواجهة شاملة مع إسرائيل إلا أن السنوات الماضية دللت على أن الفلسطينيين يمكنهم الصمود ويمكنهم القيام بالدفاع عن أنفسهم بما قد يردع الاحتلال ومستوطنيه الذين يعيثون في الأرض الفساد. إن هذا الاعتداء الآثم قد أشعل الغضب في قلب كل حر ولكن هذا الغضب يجب أن يترجم إلى إجراءات من شأنها أن تردع العدو وتمنعه من تكرار أفعاله، كما عليه أن يوقف كل مسؤول عند مسؤوليته. إن هذا العدو لا يقتل المقاوم والفلسطيني الذي يحمل السلاح أو يطلق الصاروخ فحسب، ولكنه يرى كل فلسطيني هدفاً أمامه فلا يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة، وهاهو الوضع في الضفة الغربية خير شاهد على ذلك، فيد المقاومة هناك مقيدة لكن العدوان مستمر وبأبشع الطرق، والتاريخ خير شاهد على أن هذه العقليات الإجرامية لا تتوقف بالحوار وبالوداعة وبأغصان الزيتون إنما بالمقاومة والمقاومة العاقلة والفاهمة حتى وإن عظمت التضحيات، ولكن فليبق نصب أعيننا مراكمة النجاحات لأن الواقع لا يخدم فكرة الضربة القاضية.