11 سبتمبر 2025
تسجيلنحن نعرف أن أمريكا هي الدولة الأولى التي رفعت شعار ( محاربة الإرهاب ) في العالم وذلك بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ م ، ومع أن العالم وخاصة الإسلامي منه وقف مع أمريكا وساندها بعد تلك الأحداث لأنها كانت إرهابية بالفعل إلا أن أمريكا ومنذ تلك السنة وحتى الآن وهي تحاصر وتحارب معظم الأنشطة الإسلامية في العالم باعتبار أنها تساعد على التطرف والإرهاب ، كما أنها في الوقت نفسه حاربت كثيرا من المناهج الإسلامية في الدول العربية بنفس الحجج الواهية ، ولم تكتف بهذا كله فقد قامت طائراتها بدون طيار بقتل من تصنفهم ب ( الإرهابيين ) مع أنه ثبت لها أن غالبية قتلاها لاعلاقة لهم بالإرهاب لامن قريب ولا من بعيد. كل ذلك فعلته أمريكا بحجة محاربة الإرهاب وكان من المتوقع منها أن تكون عادلة في تلك الحرب فتحارب ما تسميه إرهابا في كل مكان لكنها لم تكن كذلك على الإطلاق !!! وقد اتضحت هذه المفارقة في أماكن متعددة ولكنها زادت عن كل ماهو متوقع عندما لم تكتف أمريكا بالصمت عن كل الإرهاب الذي يمارسه الصهاينة في غزة بل شاركت فيه وبقوة حيث سكتت عن آلاف من رعايا شاركوا في قتل الفلسطينيين وفوق ذلك كله سارعت إلى إرسال الأسلحة إلى الصهاينة أثناء الحرب ليزداد إجرامهم إجراما وهي بهذا الفعل الإجرامي تؤكد أنها تدعم أسوأ أنواع الإرهاب في العالم !! أتوقع أن العرب والمسلمين على حد سواء يعرفون حجم الجرائم التي يمارسها الصهاينة منذ حوالي شهر في غزة ، وأتوقع أن الأمريكان يعرفون ذلك فهم مثل غيرهم يشاهدون وبشكل مباشر ما يشاهدوه ملايين الناس ولكنهم يمارسون الوقوف مع الارهاب الصهيوني رغم ذلك كله ماديا ومعنويا ، ولكنهم في هذه الحرب القذرة زادوا كثيرا فأغمضوا أعينهم عن مواطنيهم الذين شاركوا في قتل الأبرياء الفلسطينيين من الأطفال والنساء والشيوخ . الذي نعرفه أن أمريكا خاصة والغرب عامة يعدون من يذهب للقتال في دولة أخرى ( إرهابيا ) مهما كانت المبررات ، ولهذا اعتبروا المقاتلين المسلمين في أفغانستان والشيشان وسوريا والعراق إرهابيين ، ولم يكتفوا بهذا التصنيف فقط بل شاركوا في حربه بشكل مباشر وغير مباشر !! وكان بالإمكان فهم هذا الموقف الأمريكي لو أن موقفهم من إرهاب مواطنيهم جاء منسجما مع موقفهم من إرهاب بقية مواطني غيرهم !!لو أن الأمريكان طلبوا شهادة الدكتور النرويجي ( فريدرك جيلبرت ) الذي رأى حجم الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني لسمعوا منه ما تقشعر منه الأبدان !! قال الدكتور: إن الصهاينة يتعمدون قتل الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحرب ، ويؤكد أنه لم ير في المستشفى الذي تطوع للعمل فيه غير اثنين فقط ممن شاركوا في القتال !! بينما المئات كانوا من الأطفال والنساء ، كما أكد الدكتور جيلبرت أن الصهاينة يقومون بتدمير ممنهج للأحياء السكنية في غزة مما يعد جرائم ضد الإنسانية !! ولو أن الأمريكان استمعوا إلى شهادة موظفي الأونروا وهم يتبعون الأمم المتحدة لعرفوا منهم حجم الإجرام الذي يمارسه الصهاينة في قتل الأطفال والعوائل الذين لجؤوا إلى مدارس الاونروا ظنا منهم أن الصهاينة يحترمون مؤسسات الأمم المتحدة !! ، قال هؤلاء : إن قتل الأطفال النائمين عار على العالم ، واتهموا إسرائيل بالانتهاك الخطير للقانون الدولي خاصة بعد قصف مدرسة في غزة مخصصة لإيواء الأسر الفلسطينية ، أما الأمين العام للأمم المتحدة فقد وصف الهجوم على المدرسة بأنه شائن ولا مبرر له وطالب بالمساءلة القانونية لمرتكبي هذه الجريمة !! ، وهؤلاء الذين أشرت إليهم ليسوا من حماس ( الإرهابية !!! ) ولا من الفلسطينيين ولا من العرب وبالتالي لا يمكن الشك في شهادتهم ، ولكن أمريكا التي ترفع صوتها عاليا بمحاربة الإرهاب ليست مستعدة على الإطلاق في سماع أي شيئ ضد الإرهاب الصهيوني ولا - حاليا - ضد إرهاب مواطنيها وإجرامهم !! يقاتل مع الجيش الإسرائيلي حاليا حوالي ستة آلاف إرهابي منهم الفان من أمريكا والبقية من عدد من دول أوروبا ، وقد شارك هؤلاء في كل الجرائم التي ارتكبها الصهاينة في غزة ، وإذا كان الأمريكان والأوروبيون يعدون أن ما تفعله ( داعش ) أو ( القاعدة ) إرهابا فإن ما يفعله جنودهم في غزة يزيد كثيرا عما يفعله أولئك في أمكنة أخرى !! مطلوب من الأمريكان - إن كانوا عادلين - أن يحاكموا مواطنيهم الذين أجرموا في حق الأبرياء في غزة ، ومطلوب منهم - أيضا - أن يلاحقوا الجمعيات الخيرية التي ساهمت في دعمهم ، وأيضا ملاحقة المناهج الدراسية التي كونت تلك العقلية القذرة لديهم !! أعرف أن أمريكا لن تفعل ذلك ، وأعرف أنها وضعت مقياسا للإرهاب لا ينطبق إلا على المسلمين فقط !! ولهذا بودي أن يتوقف الأمريكان عن طرح ذلك السؤال الغبي الذي رددوه مرارا في موضع تعجبهم من كراهية المسلمين لهم : لماذا يكرهوننا ؟! وبودي - أيضا - أن يتخذ الأوروبيون موقفا حازما من إرهابييهم الذين فاقوا إجرام الآخرين . المجاهدون في غزة سينتصرون إن شاء الله رغم كل الجراحات التي أصابتهم ورغم كل الخيانات التي تعرضوا لها خاصة من ذوي القربى ، فقلوب المسلمين معهم ، وأيضا قلوب كل ( الإنسانيين ) في العالم ، وها نحن نرى المظاهرات التي تناصرهم في كثير من دول العالم ، كما رأينا أن عددا من دول العالم قطعت علاقتها مع الصهاينة !! كنا نتمنى أن يفعل ذلك دول عربية لها علاقات مع الصهاينة لكنها لم تفعل !! الأمل في الموقف المنتظر من مبادرة قطر وتركيا ، والأمل - أيضا - أن تتغير بعض المواقف مما يجري في غزة إلى الأفضل ؛ فإما أن يتوقف دعم الصهاينة سواء في الإعلام أم في غيره ، أو تصحو بعض الضمائر فنرى دعما حقيقيا للمجاهدين الذين يدافعون عن أرضهم ومواطنيهم ، هذا الدعم ينبغي أن لا يتوقف لا أثناء الحرب ولا بعد توقفها . أما أمريكا أو الموقف الدولي فلا أحد يعول عليه خاصة بعد أن أصبح لأمريكا وغيرها إرهابيون وفي الجيش الصهيوني ..