12 سبتمبر 2025
تسجيلستظل قطر " كعبة المضيوم " لخدمة قضايا الأمّة كما كانت منذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني -طيب الله ثراه -مواقف الأمم المتحدة غير منصفة ومنحازة إلى إسرائيل في الحرب البربرية ضد الأبرياء في غزة المحاصرة جوا وبرا وبحرا !لقد أثبتت السياسة دولة قطر خلال العدوان البربري على غزة بأنها دولة صاحبة مواقف مشرفة، لا تقبل إلا الميل مع الطرف المظلوم الذي يستحق المساعدة والتأييد في الأزمات التي يمر بها إنصافا للحق ودعم أصحاب الأرض الشرعيين من أبناء الشعب الفلسطيني المضطهد والمشرد، هذا الدعم والتأييد لم يأت اعتباطا، بل جاء من خلال مواقف مشرفة للكرامة العربية ،إيمانا منها بأحقية الدفاع عن أهل غزة الذين يذوقون ويلات الحرب غير العادلة وغير المنصفة، والتي تدور رحاها على أرض الصمود أرض فلسطين المغتصبة ، يحدث هذا الموقف الإنساني لدولة قطر في الوقت الذي تتنصل كل البلدان العربية والمنظمات الإقليمية والدولية من مسئولياتها تجاه ما يحدث في غزة من مجازر وتصفية جسدية لهذا الشعب المحاصر من جميع الاتجاهات، سواء كانت جوا أو برا أو بحرا، ليصول الجيش الإسرائيلي ويجول في غزة من كافة الجهات ويذبح هذا الشعب ذبح الخراف والعالم كله يتفرج على هذه المذابح .ومن غريب ما تابعته من تعليقات ساخرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي حول العدون الهمجي الصهيوني على غزة الصامدة، أن الكثير يطالب بضم "إسرائيل " إلى جامعة الدول العربية، خاصة بعد إعلان نبأ وفاة هذه الجامعة التي لزمت الصمت منذ بداية العدوان على غزة وحتى هذا اليوم وكأنها تعيش في كوكب آخر !!.صمت الحكومات العربية :والمضحك المبكي في هذه الأحداث التي عصفت بالمنطقة العربية عن بكرة أبيها، أن الحكومات العربية فضلت السكوت على هذه المجازر وكأنها راضية مرضية بما يحدث لإخواننا في غزة ، والذي يؤكد صحة كلامنا هذا هو عدم تعليق هذه الحكومات على المجازر الصهيونية التي قتلت الأطفال والنساء والشيوخ خلال فترة قصيرة ورقم مخيف قد يتعدى الآلاف إذا استمر العرب في خوفهم من العدو الصهيوني كعادتهم في كل عدوان ضد أهالي فلسطين، ومن المخجل على هذه الحكومات أن تقف مع العدو وقت الحروب والكوارث التي يمر الشعب الفلسطيني الذي لا يحتاج سوى فتح المعابرومعالجة الجرحى والمصابين والمعاقين الذين لا حول لهم ولا قوة . إسرائيل الفتى المدلل لا يعقل كذلك أن يصمت العالم بأسره والعالم العربي بشكل خاص على مجازر العدو الصهيوني، وكأن إسرائيل أصبحت مثل " الفتى المدلل " الذي لا يجب إشهار السلاح في وجهه أبدا بحجة أنه يمتلك أكذوبة " الجيش الذي لا يقهر" والذي أثبت في هذه الحرب بأن يمتلك جيشا جبانا ضعيفا مهزوزا، يعيش على التخويف فقط عبر وسائل الإعلام، والدليل على ذلك أن خسائر الجيش من الضباط والجنود أصبح رقمها يكبر ويزداد، وبإحجام متعمد منهم في إخفاء الرقم الحقيقي لعدد القتلى من الصهاينة التي لابد وأن تصل إلى المئات، والآلاف من الجرحى، وستخسر إسرائيل هذه الحرب لأنها لا تستطيع مواصلة حربها ضد المقاومة الفلسطينية خوفا من المزيد من الخسائر في قادم الأيام، ولعل الصفعة المدوية التي وجهت إلى " نتنيايو" وحكومته المهزومة عسكريا ونفسيا من خلال هذه الحرب هي أنه أراد أن يظهر للعالم أن إسرائيل هي الضحية، ولكن خروج الملايين في أوروبا وبقية دول العالم تأييدا للمقاومة الفلسطينية الصامدة بسبب المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي كانت أكبر شاهد على الهزيمة الكبرى لإسرائيل وجيشها المقهور والمهزوم أمام "المقاومة الفلسطينية التي لا تقهر " ! .قطر كعبة المضيوم لقد طالب سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر بإيقاف هذه الحرب بقرار من قبل الأمم المتحدة، ومد يد العون للشعب المنكوب وعدم وأد شعب بأكمله من خلال الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين الفلسطينيين الأبرياء الذين يتم اغتيالهم وهدم مساكنهم، مع العمل على فتح المعابر ومد الإغاثة الإنسانية لأهل غزة، هذا الموقف المشرف لسيدي سموالأمير – حفظه الله – ليس وليد اليوم بل هو وليد تاريخ طويل للسياسة القطرية المنصفة والعادلة تجاه الشعوب لعربية المظلومة، فمنذ عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وقطر تقف مع الشعب الفلسطيني الذي ما زال يقاوم دفاعاً عن أرضه وعرضه إلى أن ينصر الله المظلوم .غزة ونصيبها من الشعر :من أجمل ما قرأت عن العدوان الهمجي على غزة، هذه الأبيات الرائعة والمعبرة عن المجازر الصهيونية ضد الأبرياء من إخواننا الفلسطينيين، وهي للشاعر السوري أحمد زنبركجي بعنوان " قم حي غزة "، موجهة إلى غزة الصامدة التي نكن لها أجمل ما في صدورنا من حب وتقدير ولطالما رفعت رؤوسنا وبقيت شامخة شموخ الجبل الأشم تقول القصيدة : قــم حــيِّ غــزةَ وارفــع باسمـهـا العلـمـا لَـــــــبِّ الإلـــــــه ودُكَّ الــقـــيـــد والــصــنــمــايـــا مسـلـمـا عــانــقِ الأمــجــاد ممـتـشِـقـا سيف الجهاد ، لك الفردوسُ قد بَسَماأنـــــت الـعــزيــز بــنـــور الله فــاسْـــمُ بـــــه نـحـو الـشـهـادة اســـرجْ دونـهــا الهـمَـمـااصبـرْ وصابـرْ أخـي يـا فــوزَ مصطـبِـرٍ بشـائـرُ النـصـر هـلَّــتْ ، مَـــزِّقِ الظُّـلَـمـايــــــا غـــــــزَّةَ الـــعــــزِّ عـــيــــنُ الله نـــاظــــرةٌ إلـيــك فـاسـقــي الـيـهــود الــــذلَّ والـنـدمــاخـــذنــــي لــــغــــزَّةَ يــــــــا ربّــــــــاه إن بــــهــــا عـــــزا ، يـــــداوي جـــــراح الـــــذل والـسـقـماطـوبــى لِجـسـمـيَ إن أمـســى يُضـمِّـخُـهُ جــــرحٌ يـبــاهــي بـمــجــدٍ أَنْـجُــمــا وســمـــاجُــــرْحُ الـجـهــاد وســـــامٌ فـــــاق أوســمـــةً فــي جحـفـلٍ خـائـفٍ فــي سُـكْـره انهـزمـااليـومَ أمْـرٌ ، وخـمـرٌ فــي الجـنـان غــدًا نِــعْـــمَ الــشـــرابُ بـــــدار الـخــلــد مـغـتـنَـمـاتـــــرابُ غـــــزةَ يــدعـــو : أيـــــن نـخْـوتـكــم ؟ أيــن النصـيـر لِـمــن فـــي أرضـــه ظُـلِـمـا ؟مَــــــن لـلـولــيــد يــنــاغــي شِـــلْــــوَ والـــــــدهِ مــن لليتيـمـة تحـسـو الـدمــعَ منسـجِـمـامـــا بـــالُ غــابِــكِ أرضَ الــعُــرْبِ مـقـفــرة مــــا بـــــال نـبْــتــك لا يَـسـتـمـطِـر الـديَــمــامـا بـال شبلـك أمـسـى غـيـرَ ذي خـطـرٍ مــا بــال نـســرك أضـحــى يـكــره القـمـمـالــــكــــنَّ غــــــــزة تــــــــاج الــــعــــرب كـــلـــهـــمِ أبــنـــاؤهـــا أُسُــــــــدٌ لا تَـــخـــفـــر الـــذمـــمـــاوبعد :قطر لن تتنازل عن مواقفها الإنسانية مع الشعوب المظلومة، والتاريخ اليوم يعيد نفسه في العدوان على غزة الصامدة، كما وقفت معها في حروبها السابقة ومنها حرب 2008 م، وستظل قطر العروبة " كعبة المضيوم " كما كانت منذ عهد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني طيب الله ثراه .كلمة أخيرة :القلب الذي يحن للبشر يئن، والقلب الذي يحن إلى الله يطمئن .