06 أكتوبر 2025

تسجيل

عندما يغدو الأسد أرنباً في رمضان!

05 أغسطس 2013

ها هو هلال شهر القرآن يلوح بتسليمات الوداع كعادته كل عام في دورته التدريبية لقياس إيمان وتقوى المؤمنين المتقين، وها هو عيد الفطر الذي نرجو من الله أن يكون سعيداً هذه السنة لما مرت على المسلمين وتمر به من أحداث جسام تشيب لهولها الولدان خصوصا في سورية ومصر وغزة والعراق وتونس وبورما حيث قد تداعت عليها فئام الطغاة والظالمين الفراعنة الجدد من خارج الحدود وداخلها كما تداعى الأكلة إلى قصعتها وهكذا فإن الباطل لن يترك أي مجال حرية للحق كي يفوز ويبقى الصراع مستمراً لنصل في النهاية إلى أن صولة الحق أقوى من جولة الباطل وأن الحق قديم وهو اسم من أسماء الله ولذا فهو أقوى من الطغيان ما ثبت أهله وصبروا وصابروا واصطبروا فإن النصر صبر ساعة، ولعل ما لمسناه من انتصارات كبيرة على سبيل المثال في المشهد السوري عبر هذا الشهر العظيم شهر الجهاد والاستشهاد من قبل الثوار والجيش الحر وتحرير العديد من المواقع والحواجز والقرى كالذي جرى أمس في ريف اللاذقية والاستيلاء والتفجير لعدد من مستودعات أسلحة الصواريخ كما حدث في حمص والقلمون إضافة إلى سقوط بلدة خان العسل الكبيرة في ريف حلب وتحرير وتطهير المواقع الأخيرة في درعا لتصبح كلها مستلبة من اللانظام، إن هذا التحول الدراماتيكي العسكري المهم يضعنا على السكة الصحيحة أن الثوار قادرون على قلب معادلة التوازن الذي تريد عصابة الأسد أن ترجحها لصالحها لتفرض واقعها في جنيف 2 على المعارضة لتسلم بهذا الأمر الواقع وتضطر للموافقة السياسية التي لن تكون في صالحها البتة بعد كل هذه الأنهار من الدماء والأشلاء والاعتقال والتشريد والدمار الذي لم يستثنِ موضعاً في سورية بجميع الأسلحة الثقيلة وانتهاج سياسة الأرض المحروقة. ولكن هذه الانتصارات المجيدة للثورة جعلت الأسد أرنباً ولن يصل إلى ما يصبوا إليه من خطط خبيثة بل إن الإجماع قائم لدى الجناحين السياسي والعسكري للمعارضة أنه ما لم يكن وضع الثوار مكيناً متغلباً فسوف لن يذهبوا إلى جنيف أبداً هذا من جهة وأما من جهة أخرى فما لم يقم الاتفاق على أن الجزار بشار ليس له أي علاقة في حكومة انتقالية وأن عدم اشتراكه في السلطة هو من الأمور المسلمة فإنه لن تكون أي نتيجة تذكر لجنيف أو غيره، وأن اللانظام القاتل سيكون المستفيد الأوحد بالوقت الذي يوفره له الروس والإيرانيون ومعهم إسرائيل وأمريكا لمزيد من قتل الأبرياء وتدمير البلاد وفي هذا الصدد فإن الثوار قد هضموا فهم اللعبة تماماً وهم على أي احتمال لن يضعوا أسلحتهم وسيصنعونها ويطورونها ويبارزون في الحلبة إلى أن يحكم الله بين الأحرار الأبرار والأشرار الفجار وتلك سنة الله في الحياة ولن تجد لسنة الله تبديلاً، إن الدول المعادية للثورة والطائفيين الشيعة المشاركين معهم وكذلك من ينسبون إلى أصدقاء الشعب السوري ومعظمهم فارغ من كل تعاون أو متخاذل بل متآمر إن هؤلاء لم تنكشف وجوههم من جديد فقط بسبب هذه الثورة الفاضحة وإنما انكشفت عوراتهم وسوءاتهم للبشرية جميعاً، فما أقبح هذا المجتمع الدولي الذي يقتل ويسحل ويمثل بالسوريين أمامه خصوصا الشيوخ والنساء والأطفال وهو ما زال يبيعنا كلاماً في كلام ولذا فلا بد من الاعتماد على الذات وشحذ الإرادة والعزم فهذا من قدر الله الذي يدخل جزماً في الإعداد قدر المستطاع من القوة وهل يخذل يوماً من أخذ بالأسباب وتوكل على رب الأرباب.