17 سبتمبر 2025
تسجيللقد كانت كلمة الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله للشباب والحاضرين بجامعة الملك عبدالعزيز مهمة جداً للغاية في هذه الظروف الحرجة من تاريخ أمتنا وأهمية دور الشباب ورسالتهم نحو دينهم وأمتهم، لقد ابتدأ سموه حديثه بالمنهج الذي رسمه القرآن وربى عليه سيدنا رسول الله أصحابه الذين ساروا على هذا المنهج وكذلك أئمتنا، لقد كانت هذه الرسالة التربوية لسمو الأمير منهج حياة للأمة ولو تفكر فيها الناس لعشنا في سعادة واطمئنان ونجاح، لأن تفسيره لمفهوم الاعتدال كان في كل شيء حتى تتوازن حياة الناس وتنجح في إعمارها للأرض وبالأخص المسلم الذي يجعل رسالة للإنسانية، وشدد الأمير على سياسة العصر للملك عبدالعزيز الذي أرسى هذه المدرسة الإسلامية وربى عليها أولاده وإرسالها في الواقع لشعبه، وذلك بالحب والعفو والسماح والرحمة والتآلف، هذا المنهج الذي هو السير على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن سر قوتنا هو الالتزام بهذا المنهج والاستمرار فيه وأن العنف والانحراف عن ذلك بتقليد الآخرين والمناهج الدخيلة على أمتنا وعدم الفقه والمعرفة تؤدي إلى الهلاك. وحذر الأمير من البعد عن الثوابت والنعمة التي منحنا الله إياها وبرسالتنا التي شرفنا الله بها لأن هذا السلوك الإسلامي الصحيح المتوازن هو قوتنا ومجدداً، وأما الاضطرابات والتطرف والتقليد هو الخطر على هذه الأمة التي مرت بعواصف وتجارب مريرة لأن هناك من أراد نقل أساليب ووسائل وأفكار دخيلة على أمتنا لم تجن منها سوى الدمار والفرقة والخسائر الفادحة. وشدد سمو الأمير على أن كتاب الله وسنة رسوله هي نبراسنا في هذا العالم المضطرب وأن لدينا مع هذا ثروات وإمكانيات وعندنا من الإمكانيات البشرية والطاقات ما يجعلنا نكون في صدارة الأمم، وإن سر قوة ووحدة هذه البلاد هي هذه مبادئ الكتاب والسنة والوحدة الوطنية والمحبة والتسامح والحرص على شكر نعمة الله وأن نستطيع أن نحمي أمتنا وحضارتنا. ومن العواصف المحيطة بنا وما تعانيه بعض بلداننا هو بسبب البعد عن هذا المنهج وأن العلاج معروف، وبين سموه حفظه الله دور المسؤول والمحاكم في رعاية الناس والسماع لهم بالطرق المشروعة التي تؤدي لتحقيق النتائج وأن القلوب مفتوحة للجميع، وحث سموه أيضا الآباء على تحمل مسؤوليتهم نحو أبنائهم وأجيالهم وتعليمهم هذا المنهج لأن هذا الجيل أمانة في أعناق الجميع. كلمات سمو الأمير مهمة جداً وجاءت في الوقت المناسب ويجب ألا تمر هكذا بل يجب أن نستخلص منها العبر والدروس ونحولها إلى منهج عمل نبدأ فيه دور كبير نحو أبنائنا الذين هم في أعناقنا ونحو أمتنا التي هي شرفنا وقوتنا بين الأمم، لابد أن يتناول الجميع كل من جهته هذه النقاط، فالأسرة والبيت يجب أن توجه من قبل الباحثين الاجتماعيين والعلماء ورجال الإعلام بهذا الخصوص للتوعية في دور الآباء والأمهات. وكذلك لابد للمؤسسات الشبابية والإسلامية والجامعات إقامة برامج مشتركة لاستخلاص هذه الكلمات في ورشات عمل، ومثل هذه الورشات والحلقات بين المختصين ستؤدي للنتائج المرجوة وسنبدأ في علاج أمراضنا، إن التشخيص للمرض هو الذي يوصل للعلاج. لذا أقترح على رابطة العالم الإسلامي والجامعات والندوة العالمية للشباب الإسلامي ورعاية الشباب التعاون للقيام بهذه البرامج المستخلصة من كلمة الأمير حفظه الله الذي فتح للجميع الباب ليبدأوا مرحلة حضارية ومنهجية لمعالجة مستقبل جيل هو أمانة في أعناق الجميع. حفظ الله سمو الأمير وبارك في كلماته وجعلها في ميزان أعماله.