25 سبتمبر 2025
تسجيلفي الاسبوع الماضي اشرت إلى ضرورة النظر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأنها "الويلات" على الأمة العربية وعلى قضاياها المصيرية وخاصة القضية المركزية للعرب جميعاً وهي القضية الفلسطينية ووعدت القارئ الكريم بتوضيح لماذا هي "ويلات" وليست ولايات وهنا أقصد الإدارات الأمريكية وليس الشعب الأمريكي الذي اكن له التقدير والاحترام خاصة انه يجهل الكثير عن "ويلات" إداراته بحق الأمة العربية وهذا ما عرفته خلال وجودي في ولاية كلورادو الأمريكية عندما كنت احضر للدراسات العليا في مجال الإعلام بجامعة دنفر. فالإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت "ويلات" على الأمة العربية والتاريخ يشهد على ذلك ولا يمكن هنا حصر تلك "الويلات" التي ارتكبتها الولايات بحق هذه الأمة منذ أن نهضت الأمة العربية بعد ثورة 23 يوليو المجيدة وكيف أن هذه "الويلات" ناصبت العداء لقائد هذه الثورة جمال عبدالناصر وكيف كان هذا القائد يؤكد دائماً أن هذه " الويلات" إذا لم تشتمه أو تهاجمه يوماً فإنه على خطأ!! وهنا لا بأس أن أذكر ويلات هذه الولايات على سبيل المثال وليس الحصر ففي العدوان الصهيوني على الأمة العربية كانت تقف هذه الويلات دائماً إلى جانب هذا العدو ولعل من ابرزها ففي حرب عام 1973 وبعد أن استطاع الجيش العربي المصري تحقيق النصر سارعت هذه الويلات ببناء جسر جوي عسكري ودخلت الحرب عمليا مع العدو الصهيوني واستطاعت ايجاد ثغرة "الدفرسوار" التي وافق الرئيس السادات على وقف اطلاق النار مما اوقف النصر الكامل للقوات المصرية ووقتها قال السادات "إن اوراق اللعبة بيد أمريكا 99%". واستمرت "الويلات" في ويلاتها ضد الأمة العربية ففي عام 1981 عندما اجتاح العدو الصهيوني لبنان ساعدته هذه الويلات وقدمت له الدعم العسكري حتى وصل هذا العدو إلى بيروت. ولم تكتف هذه "الويلات" بهذه الويلات منذ غزت واحتلت العراق عام 2003 وقتلت حوالي مليون ونصف المليون وشردت حوالي ستة ملايين آخرين. هذا غيض من فيض هذه "الويلات" لهذه الولايات ولكن أكبر الويلات واخطرها هو ما يخص القضية الفلسطينية والتاريخ حافل "بويلات" هذه الولايات ولعل "الفيتو" الأمريكي الذي وصل حتى الآن إلى حوالي 45 ضد أي قرار في مجلس الأمن لصالح القضية الفلسطينية هذا "الفيتو" الأمريكي هو الذي جعل هذا العدو لا يخاف من أي عقاب ومن يخاف العقاب يسيء الأدب كما هو معروف وجعل هذا الفيتو العدو الصهيوني يستمر في عدوانه وإرهابه وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني واعطاء الضوء الأخضر لبناء المستوطنات وتهويد المقدسات وخاصة القدس الشريف. ولا مجال هنا لذكر وسرد "ويلات" هذه الولايات بحق الشعب الفلسطيني ومساندته للعدو الصهيوني واكتفي بمثال صارخ وواضح وطازج فقبل أيام تسابق الرئيس الأمريكي باراك اوباما مع منافسه للرئاسة ميت رومني في صنع "الويلات" للقضية الفلسطينية عندما وقع اوباما قانوناً يعزز التعاون مع العدو الصهيوني في مجال الأمن والدفاع مؤكداً دعم واشنطن الثابت لهذا العدو وقال اوباما إن هذا القانون يتيح "لإسرائيل" الحصول على المزيد من الأسلحة والذخائر الأمريكية بعد أن تم تزويد هذا العدو بملايين الدولارات لبناء "القبة الحديدية" لمنع المقاومة من نيل حقوقها هو هو الرئيس الديمقراطي للولايات المتحدة الأمريكية، أما منافسه الجمهوري ميت رومني فقد ذهب في "ويلاته" إلى ابعد من "ويلات" اوباما عندما وصف القدس بأنها عاصمة لإسرائيل!!! فماذا نقول بعد كل هذا.. ألا يحق لنا نحن العرب أن نقول انها "ويلات" بدلاً من "ولايات"؟!!!