13 سبتمبر 2025

تسجيل

الرياضة القطرية (3)

05 أغسطس 2012

هناك حكمة قديمة تجسد أفكار البعض، وملخص الحكمة أن هناك من يرى فقط نصف الكوب الفارغ، وهكذا نجد من يرسل حكمته الازلية، بأن الرياضة مضيعة للوقت، ذات مرة انبرى احدهم يقول، إن من يدفع في لاعب مثل ميسي الملايين إنسان معتوه، ما الفائدة من صرف الملايين، وعلى افتراض أن اللاعب قد تعور، فإن هذه الملايين تذهب هدراً، هذه المقارنة ظالمة بكل المقاييس ولا تقاس بمثل هذا المنظور السطحي، إن الدعاية من خلال النادي أو اللاعب أكبر بكثير من بعض الملايين، من هنا فإن الوجود في المحافل الرياضية تشريف للرياضة المحلية أولاً، وتأكيد على تطور ونهضة المجتمع، هل يعرف ذلك المعترض أن وقوف فتاة مثل نورة المالكي مع كوكبة من المتباريات ماذا يعني؟ إن وصولها ووقوفها معهن شرف في حد ذاته، لا يهم من تحصد الميداليات ولكن يكفي أن تكون تحت انظار العالم، ذلك أن اجمل ما في الرياضة هذه الروح الخلاقة، شاهدوا مباريات الجودو والكاراتيه، المصارعة، الملاكمة، وتأكدوا من أن اللاعب الفائز كيف يحتضن الخاسر بعد نهاية الجولات، أو حتى في سباقات الجري، على ماذا يدل هذا الأمر؟، على الحب والانتماء والغيرة، لا أدري لماذا البعض يهون من مكانة الرياضة، نقطة الارتكاز في عالم اليوم، ولماذا تتسابق كبرى الشركات وفي كافة المجالات لاستقطاب الرياضيين وفي شتى الرياضات، مازال اجاسي، لاعب التنس الأمريكي يحتل مكانة في عالم الدعاية، مثل بيليه وبيكام، من هنا فإن الفوز في المسابقات الرياضية يخلق قاعدة للرياضة سواء في اطاره الاحادي أو الجمعي، كما أن احلام الأمة مرتبطة بأحلام الرياضيين، إن بطلا في حجم وقدرات ناصر العطية لا يمثل ذاته أو طموحاته الفردية، ولكن يحمل احلام وطموحات ابناء هذا الوطن والمنتمين إلى ترابه الغالي، إن ناصر العطية الذي لا يؤمن بمفرده المستحيل أو المحال لحرى به أن يحصد إحدى الميداليات، ذلك أن امثاله اضافة للرياضة القطرية، والحلم القطري مرهون بعزيمة الإنسان القطري، لا يهم إن كان رجلا أو امرأة، لذا نقول وبالفم المليان، إن المشاركة القطرية سواء في اطار التنافس أو خارج الاطار المحدد أمر حيوي، ذلك أن الأمر الأهم التفكير في خلق التواصل مع الآخر عبر كل الاطر، وفي لندن هناك أكثر من اطار، منها المشاركة بفعالية، ومنها بيت قطر، ومنها تقديم الفتاة القطرية بعزيمتها وحرصها على تشريف وطنها الغالي.. ألا يكفي هذا حتى يكون لنا وجود وتلاحم مع العالم المتحضر. ابعد هذا يأتي من يطرح تساؤله الساذج!!