26 أكتوبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تعرض الاتفاق التركي-الإسرائيلي للنقد من البعض كما نال المديح والثناء من البعض الآخر، فكيف نقرأه قراءة موضوعية محايدة؟ وما هي الاعتبارات التي ينبغي أن نأخذها في الحسبان؟ أولا: لا ينبغي أن نقرأ الاتفاق التركي-الإسرائيلي على أساس أنه اتفاق فلسطيني-إسرائيلي أو أنه اتفاق بين حماس وإسرائيل أو بين دولة عربية وإسرائيل. ثانيا: تواجه تركيا تحديات كثيرة من بينها الإرهاب الذي بات يضربها من الداخل ضربات موجعه ويتربص بها على حدودها، كما أن حلفاءها الغربيين تواطؤوا قبل غيرهم على كسرها، فهؤلاء باتوا يريدون القضاء على تجربتها الفريدة ونظامها الذي جمع بين الإسلام والحداثة وحقق لتركيا الاستقرار والنمو. ويكفي أن نعلم أن اثنتي عشرة دولة تقدّم الدعم لقوات سوريا الديمقراطية على الأرض منها النرويج والسويد وكندا وأستراليا وبريطانيا وجمهورية التشيك وبلجيكا، إضافة إلى الأمريكيين والألمان والفرنسيين " كما يلقى حزب العمال الكردستاني دعما من دول عديدة من الإقليم ومن خارجه كما أفادت تقارير استخباراتية تركية. وثالثا: لا ينبغي مطالبة تركيا بتحرير فلسطين في الوقت الذي تقوم فيه مصر وهي أكبر دولة عربية -وكانت غزة وديعة لديها فأضاعتها حين خسرت حرب يونيو 1967ــ بمحاصرتها بل وإحاطتها بحاجز مائي وبمنع كل ما من شأنه أن يحررها من براثن حصارها البغيض. فالفارق كبير بين دولة مثل تركيا تبذل كل ما في وسعها لإغاثة غزة ورفع الحصار الظالم عنها ودعم مقاومتها وصمودها وبين بلد كبير كمصر لا يدخر وسيلة إلا ويستخدمها من أجل النيل من غزة وإذلالها وحصارها والقضاء على صمودها ومقاومتها، بل وتسليط بعض أكابر إعلامييها لشيطنة أهلها ومقاومتها.ورابعا: الاتفاق لم يأت بعد حرب أكلت الأخضر واليابس من الجانبين بل جاء نتيجة مقتل عشرة نشطاء أتراك كانوا على ظهر السفينة مافي مرمرة، ولذلك فإن المصالح الاقتصادية والسياسية فرضت نفسها فلا منتصر ولا مهزوم وبالتالي فإن الاتفاق إن لم يكن قد نجح في رفع الحصار فإنه خفف منه، فلاشك أن بناء محطة كهرباء كبيرة ومحطة تحلية ومستشفى بسعة سريرية كبيرة إضافة إلى توريد السلع لغزة ولو عن طريق ميناء أسدود يعد بمثابة تفريج كرب لشعب أحكم الطغاة عليه الحصار، والفرق كبير بين من حاول رفع الحصار وبين من يتعمد فرضه، ثم إن الاتفاق لا يلزم حماس بما ورد فيه ولا يضرها بينما يحقق لتركيا مصالح حيوية هي في أمس الحاجة إلى تحقيقها. وخامسا: رغم مصادقة المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" على اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل، فإن الاتفاق لقي معارضة من عدد من الوزراء ومن كثير من الإسرائيليين. وكتب يسرائيل هرئيل في صحيفة هآرتس مقالا قال فيه إن الاتفاق أهدر كرامة إسرائيل وإن كان تصدير الغاز إلى تركيا هو الدافع من وراء هذا الاتفاق فإن أردوغان قد طبّع علاقته مع روسيا في اليوم التالي وهي عملاق تصدير الغاز على حد تعبيره، واستطرد وقال: "وعندما يتعلق الأمر بالمصالح، فإن أردوغان يحتاج إلى بوتين أكثر بكثير من حاجته لنتنياهو، ومن المرجح بالتالي أن روسيا وليست إسرائيل ستكون في نهاية الأمر مورد الغاز الرئيسي لتركيا".