11 سبتمبر 2025

تسجيل

احترام النفس البشرية

05 يوليو 2016

دعا الإسلام إلى احترام النفس البشرية أياً كانت، حياً وميتاً، وقد قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) "الأنعام: 151"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قتل معاهداً في غير كنهه حرم الله عليه الجنة" (أبو داود والنسائي وهو صحيح الاسناد). وفي صحيح البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت به جنازة فقام، فقيل: إنه يهودي! فقال: أليست نفسا؟إن مما يفترى به على الإسلام أنه لا يعترف بالآخرين، وهو محض افتراء، بل إننا نعتبر من مفاخر ديننا أنه الكتاب الأوحد الذي اعترف بكل الأديان السابقة، ومن يطالع القرآن يجد حديثاً طويلاً عن موسى وعيسى عليهما السلام، وحديثاً مفصلا ومجملا عن بقية الأنبياء، ومن ذلك قول الله تعالى: (وأذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً) (مريم: 41)، وقوله تعالى: (وأذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصاً وكان رسولا نبياً) "مريم: 51"، وقوله تعالى: (وأذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا، وأذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقاً نبياً. ورفعناه مكانا علياً، أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)، "مريم: 54-58".بل أوجب الإسلام الإيمان بجميع الأنبياء وشرائعهم المنزلة من عند الله تعالى: (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب.. ) "آل عمران: 84".ومن السنة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فقال: "ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، فقال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه".* وعن عيسى عليه السلام يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد"، فهذا اعتراف صريح باليهودية والنصرانية، ويشبه الرسول صلى الله عليه وسلم الأنبياء بالإخوة من أب واحد لكنهم من أمهات شتى، والمعنى أن شرائع الأنبياء متفقة من حيث الأصول وإن اختلفت فروعها.ولا يعني هذا اعتقاد صحة الأديان الموجودة، وفرق بين الاعتراف بها، وبين اعتقاد صحتها.وإن هذا الاعتراف من الإسلام ببقية الأديان لم يجد صدى صادقاً عند اتباع الأديان الأخرى، فنحن نعترف وهم لا يعترفون، وهذا من شيم الإسلام وفضله على العالمين.. وبالله التوفيق.