15 سبتمبر 2025

تسجيل

فضل القرآن الكريم (1-9)

05 يوليو 2015

القرآن الكريم في اللغة :- قال الجوهري : يقال قرأت الشيئ قرآناً جمعته وضممت بعضه إلى بعض ومنه قولهم ما قرأت هذه الناقة سَلَى قَطُّ ، وما قرأت جنيناً أي لم تضم رحمها على ولد . ويقال : قرأت الكتاب قراءة وقرآناً ومنه سمي القرآن ، قال أبو عبيدة : سمي القرآن لأنه يَجْمَعُ السور فيضمها ، وقوله تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه ) أي جمعه وقراءته ، وقوله تعالى : ( فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) أي قراءته ، قال ابن عباس : ( معناه ) فإذا بيناه لك بالقراءة فاعمل بما بيناه لك . القرآن الكريم في الإصطلاح :-قال الجرجاني :- القرآن هو كتاب الله المنزل على الرسول  المكتوب في المصاحف المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة لها . وقال الراغب :القرآن في الأصل مصدر مثل رُجْحَانِ . قال تعالى : ( إن علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ) وقد خُصَّ بالكتاب المنزل على محمد r فصار له كَالْعَلمِ كما أن التوارة ( عَلَمٌ ) لما أنزل على موسى ، والإنجيل ( عَلَمٌ ) لما أنزل على عيسى ، ونقل الراغب عن بعض العلماء قوله : وتسمية هذا الكتاب قرآناً من بين كتب الله لكونه جامعاً لثمرة كتبه ، بل لجمعه ثمرة جميع العلوم كما أشار إليه سبحانه ( وتفصيل كل شيئ ) وقوله ( تبياناً لكل شيئ ) . وقد لخص بعض الباحثين المحدثين آراء القدامى في التعريف الإصطلاحي للقرآن فقال : الكلام المنزل من عند الله على رسول الله r المتعبد بتلاوته ، المكتوب في المصاحف ، المنقول بالتواتر ، المعجز بسورة من جنسه ، الْمُجْمَعُ عليه . وقال العلامة القرطبي : القرآن اسم لكلام الله تعالى ، وهو بمعنى المقروء ، ويسمى المقروء قرآناً على عادة العرب في تسميتها المفعول باسم المصدر ثم اشتهر الاستعمال في هذا واقترن به العرف الشرعي فصار القرآن اسماً لكلام الله . وقال الجرجاني : القرآن : هو الْمُنَزَّلُ على الرسول ، المكتوب في المصاحف ، المنقول عنه نقلاً متواتراً بلا شبهة . وقال أبو إسحاق النحوي : يسمى كلام الله تعالى الذي أنزله على نبيه  كتاباً وقرآناً وفرقاناً ، ومعنى القرآن معنى الجمع ، وسمي قرآناً لأنه يجمع السور فَيَضُمَّهَا . وقال الأستاذ عبد الوهاب خلاف : القرآن الكريم هو كتاب الله الذي نزل على النبي محمد  بألفاظه ومعانيه ليكون حجة للرسول على أنه رسول الله ، ودستور للناس يهتدون بهداه ، وقربة يتعبدون بتلاوته ، وهو المدون بين دفتي المصحف ، والمبدوء بسورة الفاتحة ، المختوم بسورة الناس ، المنقول إلينا بالتواتر كتابة ومشافهة جيلاً عن جيل محفوظاً من أي تغيير أو تبديل . الإسلام ينهى عن هجر القرآن :-هجر القرآن يعني عدم الأخذ بالقرآن ، وهذا صنيع الكفار والمنافقين ، وهجر القرآن يعني هجر قراءته أو قراءته قراءة لا تجاوز الحناجر فلا يعملون به . ويكون هجر القرآن بالإعراض عنه أو اللغو فيه والقول فيه بغير حق ، كالزعم بأنه سحر أو شِعْرٌ ونحو ذلك من سيئ القول ، وترك تلاوته أو العمل به أو نسيانه بعد الحفظ .وذكر ابن كثير : أن الكفار كان إذا تُلِيَ عليهم القرآن أكثروا اللغط والكلام في غيره حتى لا يسمعونه فهذا من هجرانه ، وترك الإيمان به ، وترك تصديقه من هجرانه . وترك تدبره وتفهمه من هجرانه ، وترك العمل به وامتثال أوامره واجتناب زواجره من هجرانه ، والعدول عنه إلى غيره من شعر أو قول أو غناء أو لهو أو كلام أو طريقة مأخوذة من غيره من هجرانه . وقال العلامة ابن القيم : هجر القرآن أنواع :-1- هجر سماعه والإيمان به والإصغاء إليه . 2- هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه وإن قرأه وآمن به .3- هجر تحكيمه والتحاكم إليه في أصول الدين وفروعه .4- هجر تدبره وتفهمه ومعرفة ما أراد المتكلم منه .5- هجر الاستشفاء والتداوي به في جميع أمراض القلوب وأدوائها ، فيطلب شفاء دائه من غيره ويهجر التداوي به ، وكل هذا داخل في قوله تعالى : ( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً ) . وقال علي بن أبي طالب  : الفقيه هو من لم يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره . وقال بعض السلف : كنت قد وجدت حلاوة المناجاة ، فكنت أُدمن قراءة القرآن ثم لحقني فترة فانقطعت ، فرأيت في المنام قائلاً يقول :إن كنت تزعم حبي فَلِمَ هجرت كتابي أما تدبرت ما فيه من لطيف عتابي .