17 سبتمبر 2025

تسجيل

خمس سنين في مدينة النبي الأمين (18)

05 يوليو 2015

كانت رحلة العودة من المدينة إلى الدوحة تمر بمدينة الرياض بواسطة الطيران السعودي ثم تقلنا الخطوط القطرية من الرياض إلى الدوحة، وذلك قبل وجود الرحلة الحالية المباشرة من المدينة إلى الدوحة، فكانت تستغرق زمنا أطول ما بين الطيران والانتظار بالرياض.وكان في استقبالنا عند الوصول لمطار الدوحة الأخ منصور إمام مسجد الشيخ عبد العزيز بطلته الجميلة حيث أقلنا إلى المجلس في المرخية والذي نجتمع فيه كل يوم، ثم منه أوصلني الشيخ عبدالعزيز إلى بيتي حيث الوالدة للسلام عليها ثم جاء الوالد ـ حفظهم الله، ورزقتنا برهم ـوفي اليوم الثاني وبعد صلاة الفجر سلمت على بعض من كنت أعهدهم بالمسجد وكان منهم جارنا جاسم بن محمد البنعلي المهندي والذي قال لي: لقد أصبحت يا شيخ جاسم سعوديا، ولعله بسبب محاكاتهم في بعض الكلمات، إذ من طبيعتي أني أتأثر بمن جالسته مدرة من الزمن.. وقد استفدنا من شيوخنا العلماء في المملكة العلم والأدب والكرم وحتى أني تأثرت بأذواقهم. وكنت قد قررت مع الشيخ عبد العزيز زيارة مركز الدعوة والإرشاد الذي تربطني بمن فيه علاقة قديمة خاصة بمديره فضيلة الشيخ فواز بن عبدالله الغامدي وكان قد كتب تزكيتين لي وللشيخ عبدالعزيز من أجل قبولنا في الجامعة، ولما دخلنا عليه في مكتبه بالمركز المعروف، بمدينة خليفة أمام غرناطة، سلم علينا سلاما حارا وبدأ يسأل عن الرحلة وما فيها وأذكر نصيحته لنا قبل ذهابنا للدراسة، فكان يقول: كنتم قبل هذه السفرة تذهبون كضيوف أما الآن فأنتم ذاهبون للاستقرار فترة من الزمن، فلا تنسوا أن هناك فرقا في المعاملة.. وقد صدق وكذلك نصحنا بالسكنى قريبا من الحرم وقال ستظفرون بالصلاة في المسجد النبوي خمسة فروض وفعلنا هذا في البداية ولكن لم نرتح في المساكن القريبة فآثرنا السكنى في الأحياء الجديدة.وقبل مفارقته سألنا عن مخططنا في أيام الإجازة فأخبرناه بأننا على موعد سفر إلى مصر، فقال: أنتم اعتدتم على السفر والترحال واستشهد بأبيات شعر للإمام الشافعي رحمه الله تغرب عن الأوطان في طلب العلىوسافر ففي الأسفار خمس فوائدتفريج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد