20 سبتمبر 2025

تسجيل

النهايات البائسة!

05 يوليو 2015

حين تقرأ عن نهاية أحد زعامات الكفر والإجرام في التاريخ، فرعون موسى، وكيف يصور القرآن مشهداً مستقبلياً عن الكيفية التي سيكون عليها فرعون يوم القيامة بقوله تعالى: "يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود".. ستدرك على الفور كم من أمثال فرعون يعيشون الوهم ويخدعون أنفسهم قبل غيرهم.. وكم من مخدوعين يتبعون أولئك الموهومين بالسيطرة والتمكين. يشعر أولئك الفراعنة في فترة زمنية قصيرة من بعد تمكين مؤقت أنهم كمن ملك الدنيا وما عليها، يعيثون في الأرض الفساد، ويدفعون الناس دفعاً لمتابعتهم على ما هم عليه، فترى الناس أفواجاً تتقاطر على ذلك، بدوافع مختلفة ما بين رهبة عند البعض ورغبة عند البعض الآخر.. فترى فريقين في هذا المشهد، فريق زعامات وفريق أتباع. فريق الزعامات يدعو إلى مبادئ وأفكار ومعتقدات، بغض النظر عن صحتها من عدمها، وفريق الأتباع يسير خلف الأول ماشياً حيناً، ومهرولاً حيناً آخر ويتسارع في اعتناق مبادئ وأفكار ومعتقدات الأول، دونما كثير تمحيص، لأنه إنما يفعل ذلك رغبة أو رهبة كما أسلفنا..رغبة في الحصول على بعض ما عند الأول من نعيم مادي مزعوم لا يدوم، أو رهبة مما قد ينتج عن زعماء الفريق القيادي من تهور في السلوك على شكل تعذيب نفسي أو جسماني متنوع وخسائر مادية أخرى لا يرغب الأتباع رؤيتها واقعاً متجسداً أمامهم، فليس من بد إذن، سوى اتباع القيادة، حتى النهاية ! فريق يدفع ويضغط على الآخر لأن يتبعه ويسلم بذلك، وفريق يضغط ولكن على نفسه كيلا يواجه الأول بسبب قوته وبأسه أو خوفه من فقد مزايا مزيفة.. ثم بعد تلك المشاهد الدنيوية ، يصور القرآن مستقبل أولئك، على شكل تلاوم حقيقي بين الفريقين يوم القيامة، ولكن بعد فوات الأوانالنتيجة النهائية إذن هي الخسارة لكلا الفريقين.. فهكذا حال من يعطل حواسه وعقله ويتبع أهواء غيره، ويغتر بالكثرة وبالمال والقوة المادية عند البعض، فيقرر الاتباع دون قليل تأمل وتدبر خطورة الأمر، فيخسر نفسه دون شك، وتلكم الكثرة في عدد الأتباع، تُشجع وتعزز الفريق الأول في الاستمرار على نهجه، منطلقاً من وهم وغرور السيطرة، فيتجبر ويتكبر ويزداد غياً حتى تكون نهايته هو نفسه أيضاً أليمة، حيث الحسرة والندامة.. وما أتعسها من نهاية لكل الفريقين، فهل نتأمل مثل هذه المشاهد بعض الشيء؟