10 سبتمبر 2025
تسجيللا يمكننا الحديث عن جماعة أنصار السنة المحمدية في السودان دون ذكر فضيلة الشيخ محمد هاشم الهدية - رحمه الله - وذكر شيء من تاريخه الحافل بخدمة الدعوة الإسلامية. فقد ولد الشيخ الهدية عام 1912م بمدينة رفاعة - ولاية الجزيرة وتلقى التعليم في كتاب القرآن الكريم ثم مرحلة الابتدائية ثم المتوسطة وتم توظيفه في مصلحة البريد والبرق بالخرطوم عام 1930 وكان عمره آنذاك 17 عاما، وقبل انضمامه لأنصار السنة بايع زعيم الختمية "شيخاَ وأستاذاَ " وظل متمسكا بالطريقة حتى عام 1941 وترك الطريقة الختمية وانضم للطريقة العزمية عام 1941 ودرس علوم القرآن على الشيخ عبدالباقي يوسف النعمة من خريجي الأزهر الذين تأثروا بعلماء المدينة المنورة، وكان الشيخ عبدالباقي سببا في دخول الشيخ الهدية في جماعة أنصار السنة المحمدية. انخرط الشيخ في صفوف جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان - والتي هي رائدة الدعوة السلفية فيه - في عام 1946م. ودرس على يد شيوخ دعوة التوحيد الأوائل في السودان – منهم فضيلة الشيخ عبدالباقي يوسف، والشيخ يوسف أبو رحمهما الله. وتدرج في وظائف النشاط بالجماعة من محصل للمال لدعم الدعوة ثم وداعية ثم إمام مسجد قبل رئاسته للجماعة. وظل يعمل إماماً لمسجد الملك فيصل بمدينة أم درمان منذ إنشائه في عام 1968 وحتى عام 1992م حيث تنازل طواعية لأحد شباب الدعوة لإعطاء الفرصة للجيل القادم لتحمل مسؤولة الدعوة. وتولى الشيخ - رحمه الله - منصب الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية في عام 1956م بعد وفاة يوسف أبو – رحمه الله – وظل يتولى هذا المنصب منذ ذلك التاريخ. وكان الهدية عضوا ناشطا ضمن اللجنة القومية للدستور حيث تولى داخلها الدعوة لتحكيم الشريعة الإسلامية لتكون الدستور الدائم للبلاد، وحينما فشلت تلك المحاولات دعا مع غيره لتكوين الجبهة الإسلامية للدستور للعمل على إقناع نواب البرلمان لمساندة تحكيم الشريعة الإسلامية وتكثيف النشاط في شرح الشريعة ومحاسنها حتى جاء الانقلاب العسكري في عام 1958 ليحكم السودان حتى عام 1964م. وظل دعمه لبرنامج الإسلامي وتطبيق الشريعة على مد العقود. وأسهم في قيام رابطة العالم الإسلامي في عام 1964م ووضع دستور عملها وتحديد مهامها ومسؤولياتها بدعوة من الملك سعود رحمه الله. وكان له دور بارز وأساسي في قيام المركز الإسلامي الإفريقي عام 1966 لنشر الدعوة في إفريقيا وتعليم أبنائها الدين الصحيح، فقد أسهم في تحقيق دعم الملك فيصل بن عبدالعزيز والشيخ الصباح حاكم الكويت (رحمهما الله) للمركز وذهب هو بنفسه إلى شرق إفريقيا لإحضار الطلاب للدراسة وفتح مباني المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بأم درمان لتكون مقرا مؤقتا للمركز.