15 سبتمبر 2025

تسجيل

"الدياسبورا" واختفاء أتباع اليهودية

05 يوليو 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); في كتاب (الفِصَل في الملل والأهواء والنحل) للعالم والفقيه الإمام ابن حزم الأندلسي، وبعد أن يستعرض الخرافة التوراتية حول الادعاء بمصارعة جرت بين الله تعالى ِشأنه، ونبيه يعقوب، يقول: "في هذا شُـنْعَـة (سيئة) يقشعرُّ منها جلود أهل العقول، وهو أن يعقوب صارع الله عز وجل، تعالى الله عن ذلك وعن كل شبهة لخلقه، فكيف عن لعب (هزل) الصراع الذي لا يفعله إلا البطّالة (الغوغاء)، وأما أهل العقول فلا يفعلونه لغير ضرورة، ثم لم يكتفوا بهذه الشَّوهَة (القباحةَ)، حتى قالوا: إن الله عز وجل عجز عن أن يصرع يعقوبَ بنص كلام توراتهم، وحقق ذلك قولُهم عن الله تعالى أنه قال له (ليعقوب): كنتَ قوياً على الله تعالى، فكيف على الناس!".لم يرد في القرآن الكريم نصّا صريحا بأن النبي سليمان أو والده داود قد شرعا في بناء معبد "هيكل" في القدس، بل هو المسجد الأقصى، كما جاء في (سورة الإسراء) بقوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله"، وهذا ذكر واضح وصريح يخبرنا به الله بأن في الأرض المباركة مسجد للعباده اسمه المسجد الأقصى فقط، وهذا يعني أنه لم يكن هناك في بيت المقدس مسجد للعبادة سوى المسجد الأقصى.وفي سورة الإسراء أيضا قوله تعالى مذكّرا اليهود بما حصل لهم بعد أن غزاهم الأشوريون والبابليون: "فإذا جاء وعد الآخرة ليسيؤا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة...".، أي أن الله تعالى وَضّح بلا ما لا يدع مجالا للشك أنه المسجد الأقصى، حيث لا شيء هناك اسمه الهيكل. وعليه هناك أهمية لهذا الطرح التاريخي للتبيان والاستذكار، وبالتالي إظهار وتوضيح الصلة المعدومة بين العبريين، وبين من ينسبون سلالتهم إليه من اليهود الصهاينة والإسرائيليين الجدد، ولتزييف الوقائع لتتماشى مع رغائبهم ومصالحهم، فقد جاء في التوراة المكتوبة في الأسر (التوراة البابلية)، وفي التراث اليهودي، أن اسم إسرائيل، اسم بديل ليعقوب النبي ابن سيدنا اسحق (يتسحاق)، ابن سيدنا إبراهيم، عليهم السلام أجمعين، وأمه اسمها رفقة بنت بتوئيل (سفر التكوين في العهد القديم".هذا الاستعراض التاريخي للعبريين "العبرانيون" وقدومهم إلى "أرض كنعان" وعلاقتهم بأهلها، وما آلت إليه الأحداث، وبعدها بقرون زمنية طويلة، خروج موسى النبي بقومه من مصر للتخلّص من العبودية، ناشدين الاستقرار والأمن في فلسطين، في زمن حكم الفرعون تحتمس الثالث، وبعض المصادر تقول إن فرعون زمن موسى هو رمسيس الثاني، ومن يذكر أنه الفرعون مرنبتاح، وهم على العموم الأكثر ترجيحًا لأن يكون أحدهم فرعون زمن موسى، كان دخولهم " فلسطين" غزوًا عسكريًا بقيادة يوشع بن نون، إثر وفاة الأخوين النبييّن عليهما السلام قبل أن تطأ أقدامهما أرض فلسطين، كما جاء في كتاب (العهد الجديد)،وكتب السير النبوية أيضا.ومن هنا يمكننا أن نفهم أسباب ابتداع الصهاينة من اليهود، ومخرجي التوراة، لخرافة النسب إلى شخصية دينية وتاريخية مرموقة، وهو نبي الله وخليله إبراهيم عليه السلام وسلالته من الأبناء والأحفاد بدعوى أن إسرائيل هو يعقوب ابن إسحق ابن إبراهيم، بأنه إسقاط سياسي بزعم انتساب اليهود الصهاينة الحاليين إليه "الإسرائيليين"، وبالتالي إلى سام بن نوح الجد الأعلى لنبي الله إبراهيم، وسرقة التخصص بوعد الله إبراهيم، كما ورد في (التوراة البابلية)"لنسلك أعطي هذه الأرض"، وهذا هو منطلقهم في تبرير احتلال فلسطين، بحسبان ذلك عودة لأراضي آبائهم الأقدمين "أرض الميعاد"، والحلول محل أهلها الفلسطينيين، أصحاب الأرض بالاجتثاث والاقتلاع باعتبارهم حسب المفهوم الصهيوني، غرباء وأغيار طارئين على حقوق الجغرافيا والتاريخ... يتبع.