17 سبتمبر 2025
تسجيلقوله تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾: مجيء هذه الآية بعد آيات الصيام فيه إشارة إلى أن الصيام والدعاء متلازمان، فإنَّ العبد خلال صيامه وقيامه وطاعته وبعده عن المعاصي والسيئات يكون قريبًا من ربِّه سبحانه وإذا اقتربَ العبدُ من ربه، استجاب دُعاءَه. قال القرطبي (وإذا سألك) وإذا سألوك عن المعبود فأخبرهم أنه قريب يثيب على الطاعة ويجيب الداعي ويعلم ما يفعله العبد من صوم وصلاة وغير ذلك. وقوله: ﴿عبادي﴾ إضافة تشريف وتكريم لهم؛ إذ أضافهم إلى نفسه سبحانه وكان الجواب بلا واسطة؛ إذ الغالبُ في السؤال في القرآن يكون جوابه: قل، إلاَّ في هذا الموضع، وذلك للإشعار بأنَّ الله قريب إلى العبد بلا واسطة. قال السعدي: (فإني قريب) لأنه تعالى الرقيب الشهيد المطلع على السر وأخفى يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور فهو قريب أيضا من داعيه بالإجابة. أيضا تجد في الآيات لطفا إلهيا في التقرب من العباد، وأن الصيام يؤهلهم ليكونوا مستجابي الدعوة، ويجعلهم راشدين، وأعظم بها من منن ونعم وحكم، ولاحظ أنه في الآية قدم إجابته للداعي قبل استجابة الداعي فقال (فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) ثم قال بعدها (فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) والعبد لن يعدم من دعائه خيرا فإنه في عبادة، فالدعاء هو العبادة كما في الحديث وثانيا: إما أن تجاب دعوته وإما أن يصرف عنه من الشر وإما أن تدخر له يوم القيامة... وعلى العبد أن يبدأ في دعائه بالثناء على الله تعالى وذكر محامده تعالى كما جاء (اللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب و الشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني....). ولعل هذه الآية ومجيئها في وسط آيات الصيام لتكون فاصلا رائعا تدل على أنه ينبغي للعبد أن يقصد بجميع عباداته وجه الله ويتوجه إلى ربه بقلبه وقالبه وألا تشغله مسائل الفقه وأحكامه (مع أهميتها) عن عبادات القلوب وذلك لأنه ذكر فضل رمضان والصيام وأحكام الرخص في الصيام كالسفر والمرض وكفارة ذلك ثم بعد هذه الآية ذكر المفطرات التي تفطر الصائم من جماع وأكل وشرب ووقت الإمساك ووقت الإفطار.