11 سبتمبر 2025

تسجيل

الجزء القادم

05 يونيو 2016

(انتظرونا في الجزء القادم) تلك العبارة التي تختم بها بعض الأعمال الفنية العربية حلقتها الأخيرة تاركة المشاهد في حيرة دون أن تضع نهايات للأشياء لتظل الأحداث معلقة بانتظار جزء آخر وبعد هذا الآخر أجزاء أخرى، والمتابع لصورة الأعمال الفنية في السنوات الأخيرة، وما تتضمنه من مسلسلات درامية وبرامج المواهب الفنية باختلافها، يرى بأن الصورة باتت تتجه إلى سياسة التجزئة لاشك أن هناك من الأعمال ما ينجح في ملامسة الواقع وتحقق جماهيرية كبيرة تلك الأعمال التي لا تعتمد على التسلسل في الأحداث ولكن لكل حلقة موضوع مختلف مثل المسلسل القطري فايز التوش وتناتيف وتصانيف وغيرها من الأعمال التي حققت بطابعها الكوميدي نجاحا باهرا رغم اعتمادها فكرة تعدد الأجزاء، هذه الفكرة التي بدأت منذ الثمانينيات واستمرت حتى اليوم بشكل أكبر. إن عنصر التشويق وطبيعة المواضيع التي تطرحها وتعالجها بعض المسلسلات، تجعل رؤية المنتج أو المخرج أقرب إلى تجزئة العمل الفني، لإيصال الرسالة كما يراها الكاتب، هذا بالإضافة إلى أن طبيعة المسلسل تفرض أحيانا صورة تقسيم العمل، خاصة عندما يتناول أكثر من حقبة زمنية مثل مسلسل باب الحارة إلى جانب المسلسلات التي أخذت منحى تعدد الأجزاء، باتت البرامج الفنية في بداية الألفية الثانية تتجه إلى اعتماد صورة المواسم من سنة لأخرى. ورغم النجاح الذي رافق بعض برامج المواهب التي احتلت المراتب الأولى من حيث نسبة المشاهدة إلا أن في بعض المواسم تعرضت لفشل ذريع مع الأخطاء المتراكمة والاعتماد على نجاحات مسبقة تجزئة الأعمال التلفزيونية ليست مرفوضة إنما المرفوض التكرار الممل ورواية نفس القصة والأحداث والأشخاص في كل جزء.