28 أكتوبر 2025

تسجيل

أين نحن من مناصرة العرب والمسلمين؟!

05 يونيو 2016

قال الفضيل بن عياض: ليس الإسلام أن تصلي وتصوم وتتصدّق نفلًا؛ بل الإسلام كل الإسلام أن تبذل روحك دون إخوانك.وقال سعدي الشيرازي وهو ينفي أي معنى للإنسانية عن أي شخص يرى المآسي ثم لا يتأثّر، ولا يرفّ له جفن ويخفق قلب: من لم يُغمّ لمصاب الناس فليس إنسانًا بذا القياسِوأجاب العلامة محمد أبو زهرة على من كان بليدًا ولم يتفاعل مع مصاب الأفغان السابق في هجوم الروس ضدهم وقتل مئات الآلاف: هو مسلم بجواز السفر فقط! وقال أبو يعرب المرزوقي: لا تعجبوا من الخذلان؛ من لا يبكي دمًا على ما يجري في الشام الميمون لا قلب له، وليس بإنسان!! وأقول: وكيف يكون إنسانًا عربيًا أو مسلمًا من يسكت عمّن يقترف عمليات التوحّش باسم القانون ومكافحة الإرهاب، مع أنه أفظع الإرهابيين حقيقة، كالصهاينة وأمريكا وكالروس والمجوس المافيات التي تتحكّم في هذه الغابة العالمية المتوحشة والتي يتكالب كل من فيها للإجهاز على ما يحرّر هذا الإنسان من التعذيب والقتل بالكيماوي الحارق والطغيان، في الزمكان ردًّا على الأخلاق التي هي وظيفة هذا الدين القيم، كما رأينا في العراق المحتل سابقًا وفي القتل والسحل الطائفي في فلوجة العراق وحلب سوريا وصنعاء اليمن المبارك الذي أبى الحوثيون له إلا حرقًا لكتب المسلمين (مائة ألف كتاب في جامعة الإيمان) وتفجير مدارس القرآن وقتلًا للتلاميذ وللعلماء والمدنيبن في تعز وذِمار وعمران والضالع وعدن وإب ومأرب، ولا جَرَم أن اليهود قد هرّبوا بمعونة المجوس يهود صعدة! والمؤامرة واحدة، تمامًا كما في الشام والعراق، فالمعلم واحد يديرهم وسط الظلام..بل إن مصر السيسي الذي مدح نتنياهو بقوله: (الرجل العظيم) قد ذهبت. فعلى كل حصيف ألا يخطئ التيقّن أن بلاد الكنانة مستهدفة وبلاد الفرات لينعم هؤلاء الصهاينة بشعارهم (حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل) ويساعدهم من العربان كل خائن عميل يُؤوي المنافقين المأجورين الغادرين بحق فلسطين والوطن العربي والإسلامي، وكذا من يتفق مع الأكراد أو داعش للانحياز مع اللانظام السوري لسحق الثوار والإضرار بالمدنيين السوريين هناك في شمال حلب. سيما أن المجلس الإسلامي السوري أفتى بحرمة معونتهم لأنهم مفسدون منحرفون. وما تداعى كلاب الأكَلَة على قصعة رجال الإسلام إلا لأنهم عظماء نبلاء أشاوس، لكن هل يحسبون أن يكونوا بمأمن في ربوعنا المقدسة! وأبطالنا يصدحون: (إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليمًا حكيمًا) [ النساء: 104]. وسيُقبرون مهما حشدوا، وسوف يندمون ولاتَ ساعة مندم! وهذه ثورتنا الحسناء الخالدة -التي لا تعدم ذامًا من الإرهابيين الحقيقيين كما هو شأن الحسناوات- فهي جبل راسخ.وإننا لنبشّر من هم معنا في محنتنا الضروس وفي شهر الجود رمضان هذا أن يضاعفوا دعمهم ولهم الجنة. والآن يا إخواني: فعلى شمال حلب أكثر من مائة ألف مهاجر حول حدود تركيا! فلتفتحي أبوابك يا إرث الإسلام. وأنت أيها الخليج صُبّ الخير صبًّا على محتاجي إدلب التي ارتقى إلى الله فيها أكثر من 51 شهيدًا عدا الجرحى قبل يومين من قصف المحتل الروسي وهي بحاجة إلى الخبز كثيرًا، وكذلك دمشق وريفها ومنبج. فإخواننا المجاهدون إنما يذودون عنا وعنكم سيما السعودية وقطر، وليس ثمة عذر لأحد في الدعم الإنساني ولا الميداني، بل يتوجب نقل المعركة المقدسة داخل إيران وداخل روسيا بأي وسيلة، فالتيار لا يتوقف إلا بالردع وتيار مثله، بل أقوى. وإن كان هؤلاء المجرمون مجانين في باطلهم، ألسنا مجانين في حقنا! والمجنون لن يُخرجه إلا مجنون مثله كما قال أحد العقلاء رحمه الله. ومثالًا فلا تنسوا المرأة الحلبية (رزان) التي كانت إحدى المعتقلات ويعذبها أحد الجلادين الحلبيين مع اللانظام، قال: أتتعجبين؟ قالت: لو كنتَ يهوديًا لما تعجّبت أما أنك ابن بلدي فممن أتعجّب! فتأثر مع كل ذلك! فاستيقظوا بالوحدة مع بعضكم وانصروا إخوانكم في الشام واخذلوا الروافض الذين يعلنون في الفضائيات أن الفلوجة منبع الإرهاب وأن حلب لابد أن تسقط ولو خسرنا مائة ألف شيعي كما قال خامنئي. فمن يخيِّب آمالهم سواكم؟ وعليكم بإنكار المنكر حتى بالقلب إن لم تستطيعوا، فقد قال الفقهاء: من كان مستضعفًا ولا ظهير له فإن إخبار غيره من المستطيعين واجب، وهذا من التغيير في القلب. خصوصا العلماء والدعاة، فلا بد مما ليس منه بد، ولو بالمقاومة اللاعنفية كما أشار (جين شارب) فثمة حوالي 200 وسيلة لها، ولا خطورة فيها لمن لا قدرة لديه. قال تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر) [الأنفال: 72 ] ماديًا ومعنويًا. وا إسلاماه! واغوثاه!