25 أكتوبر 2025

تسجيل

أنت تملك حاضرك فقط

05 يونيو 2014

موضوعات حياتية كثيرة ترتبط بالمشاعر والأحاسيس، وحولها وفيها نبذل طاقات هائلة التي إن لم نستثمرها بشكل صحيح، فقد ترتد علينا وتكون ذات نتائج غير محبذة على الوجه الأعم. من تلك الموضوعات التي أكررها بين الحين والحين في مناسبات عديدة، موضوع الحزن وما يؤدي إليه ويترتب بعده.. سبب الحزن عادة هو التفكر في الماضي وتجرع أحزانه، وهو أمر لا يؤدي دون أدنى شك بالذي مضى وفات، إلى أن يعود أو يرجع، لأن الذي فات مات كما تقول العامة، أو هكذا هو المنطق.. هذا مدخل أول لموضوع اليوم. تأمل معي المدخل الثاني.. تقوم من نومك يوماً مهموماً حزيناً.. همٌ سببه مستقبل غامض قريب أو بعيد، أو حزن على ما كان وما فات كما قلنا.. أضف إلى ذلك الهم والحزن، شعورُ خانق وقلق غير مبرر من جراء ما هو مطلوب منك في وقتك الحاضر الاَني .. وبمعنى اَخر، تقوم من نومك ولا تبدأ يومك بروح جديدة مفعمة بالأمل والنشاط والحيوية.. السؤال: لماذا؟ الإجابة بكل وضوح هي أننا، ونحن نتحدث عن العمل اليومي، لا ندرك حقيقة حياتية واحدة جوهرية، هي أننا نملك وقتنا الحاضر فقط، ونسيطر عليه تقريباً، ويمكننا القيام بالكثير فيه وتعديل ما ينبغي تعديله وتصحيحه قبل أن يتحول سريعاً إلى ماض نتأسف عليه.. ذلك أن الذي فات أو صار جزءاً من الماضي لا نملك أي سيطرة عليه الاَن، وأي ديمومة تفكير فيما مضى بحسرة وحزن، فهي من قبيل تضييع الوقت والجهد فيما لا يفيد ولا ينفع. بالمثل يمكن القول فيما هو اَت أو ما هو مخفي عنا في علم الغيب.. أنت مسؤول وبشكل مباشر عن وقتك الحاضر لأنك تسيطر عليه، أما الماضي فقد فات، وكل ما يمكنك فعله هو الاتعاظ منه واستخلاص الدروس والعبر كي تؤكد على الإيجابي منه وتتجنب ما كان سلبياً غير مجد معك. أما المستقبل فليس مطلوباً منك أيضاً أن تعيش مهموماً لأجله، لماذا؟ لأنك لا تملكه ولا تدري إن كنت ستصل إلى أي لحظة منه أم لا.. ولا يتعارض هذا المفهوم مع التخطيط للمستقبل. لهذا عش لحظتك ويومك، كما قلت ذلك مراراً وتكراراً، واستفد من الماضي ودروسه، وتمتع بشكل عاقل منطقي بالحاضر، وخطط للمستقبل بروح متفائلة وهمة عالية، واعلم أنك تملك يومك هذا فقط، أما الأمس فرحمة الله عليه، وأما الغد، فإن لكل حادث حديث.