13 سبتمبر 2025

تسجيل

أبناؤنا والتخصصات العلمية

05 يونيو 2006

مع انتهاء إعلان نتائج الثانوية العامة، وانتقال الطلبة والطالبات الناجحين إلى مرحلة تعليمية جديدة، يقفز إلى الذهن تساؤل: هل ابناؤنا الطلبة والطالبات على دراية تامة بالتخصصات التي سيلتحقون بها، ام هي معرفة سطحية، ام رغبات اسرية، ام رفقة للاصدقاء؟. حقيقة الامر ان هناك نسبة من الطلاب الذين لا يعرفون بالفعل التخصص الذي هم ذاهبون اليه، مع العلم انهم قد اختاروا ذلك بأنفسهم، لكن عندما تسألهم كيف قمتم باختيار ذلك لا تجد اجابة شافية لديهم، فقد تجد اجابات مبهمة، ومن الممكن تغيير هذه الرغبات اذا كان المرء المحاور لهم يمتلك ناصية الاقناع، لأن توجه ابنائنا غير مبني على قناعات فعلية، انما على آراء من هنا وهناك، أو على سماع لتخصصات ما على أنها جيدة أو سهلة أو لها وظائف في المجتمع بعد التخرج، دون اي اعتبار لقناعات داخلية أو مواهب حقيقية لدى الطالب. اذن كيف يمكن ان نجعل الطالب يقدم على عملية اختيار التخصص المستقبلي عن قناعة ومعرفة تامة، بعيدا عن الآراء المتداخلة أو المتضاربة احيانا؟. اعتقد أنه من الأهمية بمكان البحث عن طرق ووسائل جاذبة في المراحل الثانوية لاطلاع الطلبة والطالبات على التخصصات التي سيلتحقون بها، أو التي تتقارب مع ميولهم العلمية والادبية، ولكن من المؤكد قبل ذلك لابد من مساعدة هذه الشريحة الطلابية على كيفية اكتشاف رغباتهم وإمكاناتهم وقدراتهم العلمية، بدلا من الزج بهم في تخصصات ربما لن تعود عليهم أو على الوطن بالنفع والفائدة، واعتقد اننا لسنا بحاجة إلى اشخاص يحملون درجات علمية فقط، دون ان تكون لهم بصمات واضحة، وحضور في المجتمع، عبر مساهماتهم الايجابية في تنمية المجتمع، ومن المؤكد ان هذه المساهمات الفاعلة لن تكون إذا ما غابت الرغبة الداخلية، والقناعة بالمجال الذي يعمل به هذا الشخص . الى الآن هناك طلبة وطالبات حتى في المرحلة الثانوية، يقدمون على الالتحاق بالتخصص العلمي أو الادبي، دون أدنى معرفة بما هم مقدمون عليه، وليست لديهم اجابة: لماذا دخلوا القسم العلمي أو الادبي؟، فالعديد منهم انخرط في تخصص ما لأن صديقه أو صديقتها قد دخله، فلماذا لا تبحث وزارة التربية والتعليم أو المجلس الاعلى للتعليم عن الاساليب الكفيلة التي تحدد ملامح المرحلة المقبلة امام الطلاب، عبر مقررات في الثاني الثانوي، أو زيارات ميدانية للجامعات، أو معارض متخصصة وندوات تستعرض من خلال متخصصين الاسلوب الامثل لاختيار المجال العلمي المستقبلي. . . . هناك العشرات من الطلبة والطالبات الذين دخلوا تخصصات واليوم هم نادمون على ذلك، واكتشفوا ان ميولهم ورغباتهم تنصب في مجالات أخرى، غير التي تخصصوا بها، والبعض دخل تخصصات لانه لم يجد غيرها امامه، بعد ان ورفض في التخصص الراغب فيه. هذه قضية نحن مطالبون بالبحث فيها، مؤسسات رسمية أو اسرة، فالجميع عليه مسؤولية عدم الزج بابنائنا الطلبة والطالبات في مستقبل مجهول.