16 سبتمبر 2025
تسجيلفي عالم یسوده الصراع علی النفوذ والتوسع والمادیة المقیتة لا تقوم للحضارة الإنسانیة المنشودة قائمة ما دام الإنسان ومقوماته مغفولاً عنه، فإذا أردنا لعالمنا التنمیة والازدهار المعرفي، فعلینا بالإنسان وبنائه، فهو القطب الرئیسي للتنمیة المستدامة في کل زمان ومكان، ومن هذا المنطلق جاء خطاب صاحب السمو الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني أمیر البلاد المفدی تأکیداً علی تلك المقولة وفي صمیمها: یبقی الإنسان والإنسان القطري موضوع خطط التنمیة ومحورها وهدفها، وارتفاع مستوی معیشة المواطن یجب أن یواکبه تطور قیمي وثقافي واهتمام بالأخلاق (من خطاب صاحب السمو الشیخ تمیم بن حمد آل ثاني أمیر البلاد المفدی). دولة قطر دولة مستقلة ذات سيادة في منطقة الشرق الأوسط، استقلت سنة 1971م، ومنذ ذلك الوقت يمثل الإنسان في دولة قطر الركيزة الأساسية التي يستند إليها العمل في شتى المجالات، من خلال مؤسسات الدولة والتي تمثل قنوات داخلية، وعلاقاتها مع بقية الدول والتي تمثلها قنوات خارجية تتبع الدولة. تقوم الدولة بالتوفيق بين الرؤية الوطنية، التي صدرت سنة 2008م، وحمل لواء التعريف بها خارج نطاقها، قد أثبت ذلك تبني الدولة موقفاً ريادياً واضحاً أمام أبناء شعبها من المواطنين والمقيمين، وقد ترجمت هذه الرؤية بالنظرة الثاقبة للأمور وحكمة القيادة الرشيدة في تحقيق غايات تلك الرؤية، وبحسب مؤشرات التنمية البشرية تعد دولة قطر من أولى الدول في تحقيق التنمية البشرية، وفي تحقيق أعلى معدلات الرفاه الاجتماعي، تحرص دولة قطر على المستوى المحلي أن تكون نموذجاً يحتذى بها لتحقيق عناصر التنمية الشاملة. قطر الخیر والسخاء الإيثار صفة سامية وخصلة حميدة تدلُّ على علوِّ مقام صاحبها وارتفاع منزلته وتكشف عن وجود ملكات أخلاقية أهلته أن يحصل على هذه الصفة، فلا يرى لماله أو منافعه أو نفسه قيمة إذا ما جازَ له أن يؤثِر الآخرين بها ويقدمهم على مصالحه ونفسه وبناء علی تلك القاعدة الرصینة أصبحت ولله الحمد قطر (حكومة وشعباً) تمثل مسیرة الإيثار والسخاء والعطاء الإنساني في عالم بأمس الحاجة للتآزر ودعم الملهوفین والمعوزین فكان لها الریادة في هذا السبق بأن تكون دولة سبّاقة في هذا الموسم الخیري دون النظر لعرق أو أصل أو جنس أو لون أو عقیدة أو معتنق. يمثل الإيثار منزلة رفيعة، سامیة لا تقدر بثمن ولا تتصف بها الدول إلا التي استوعبت دورها الإنساني، فعلى الصعيد العالمي، قامت قطر بإثبات الصدق المتوسم في اسمها، والمرافق لها عبر جسور امتدت وساهمت في الإصلاح، فمنذ بداية عهد العطاءات في الدول بدأت دولة قطر بمد يد العون، تمثل ذلك في المساعدات المادية والطبية لكثير من اللاجئين والمحتاجين على مستوى العالم، من ضحايا الحروب، والأعاصير، والفيضانات، والفقر، ولعل نقل العديد من الشخصيات العالقة في مطارات خارج حدودها، وعبر طائراتها المجهزة إلى موطنهم الأصلي، وذلك إثر جائحة فيروس كورونا المستجد في عام 2020، هو من أهم العلامات الدالة على دور دولة قطر البارز في الساحة الدولية، وذلك عبر دعم المحتاجين حول العالم، ممن ينقصهم العتاد والمؤن الطبية، بتقديم المعدات الطبية والإسعافات المتنقلة. فلا یعرف دورها الإنساني حدودا فهو لا يهدأ ولا يكل ودوماً متواصل مع جميع أنحاء المعمورة دون انتظار لإيعاز أو دون انتظار لخدمة هدف معين بل هو نهر عطاء ثري متدفق جارٍ بلا نضوب. قطر تمثل قيمة الإيثار كدولة في تقديمها وتفضيلها على مصلحة غيرها من الشعوب، يمثل الإيثار منزلة رفيعة القدر ولا تتصف بها إلا تلك الدول التي استوعبت دورها الإنساني، وتعدى ذلك بترك أثر من الخير داخلها، وفاض الخير خارج حدودها في تصرفها الأخلاقي، والذي من خلاله عمت الفائدة والخير أرضها، وامتدت وتيرته إلى غيرها من المجتمعات المستغيثة، والطالبة للعون في كل أنحاء العالم، دون النظر لعرق أو أصل أو جنس أو لون، ولا یختصر دور دولة قطر في تقدیم المساعدات فقط بل استمرت في مد يد العون والمساعدة للتخفيف قدر الإمكان وجنباً إلى جنب مع الجهود الدبلوماسية الهادفة لإرساء قواعد السلام في المنطقة. لا تنتظر دولة قطر أيّ مقابل لهذا الفعل، فهي هنا تفضل المصلحة العامّة لكل شعوب العالم، فبالإضافة لدورها البارز في المساعدات، فقد تم الإعلان عن جائزة دولية للعمل الإنساني، تحت اسم (جائزة الشيخ عيد للعمل الإنساني) قيمتها مليون ريال لوضع حلول للمشكلات الإنسانية المتصاعدة دولياً. في المقابل تعتز دولة قطر قيادة وشعباً، ذكوراً وإناثاً بخصوصية أصالتها المستمدة من معتقدها الراسخ بسلامة دينها الإسلامي القويم، ومن عادات وتقاليد استمرت في الحفاظ على مفرداتها، وتراثها المادي بالحفاظ على ترميم الآثار والمباني القديمة به، والتراث اللامادي، الذي يعد ركيزة لها بين أقرانها من الدول، وعمق امتدادها التاريخي الذي يختزل ثقافتها العريقة، ويحمل فكرها الثري بكل روافده واتجاهاته، ويجلي معالمها الحضارية الغنية الفاعلة في منظومة الإرث الإنساني، فتساهم بترك أثر يعكس قيمها ومبادئها أينما رحلت بعطائها وإيثارها، فهي دوماً تحاول أن تزرع طیب الأثر لتحصد محبة الله ثم البشر. [email protected]