15 سبتمبر 2025

تسجيل

تكريم العملاق عبدالرحمن المناعي

05 أبريل 2017

تكريم الابداع والمبدعين في وطن الابداع تظل خطوة مطلوبة وملحة لرد الجميل لهؤلاء الذين خدموا بلدهم ومجتمعهم وقدموا كل ما في جعبتهم من انتاج استطاع خلال العقود الماضية ان يرسم لنا وللاجيال القادمة خريطة طريق للسير عليها نحو التفوق والنجاح.وعندما يكرّم المبدع خارج وطنه فهذا لا يعني انه لا يكرّم في الداخل.. وما من شك ان ظاهرة تكريم المبدعين في اي مجال من المجالات ما هي إلا مبادرة وطنية مطلوبة لجعل ابناء اليوم يتبعون نفس النهج السابق لمواكبة الابداع واتباع نفس الخطى دون خوف أو تردد.والمبدع المسرحي الكبير "عبدالرحمن إبراهيم المناعي" هو أحد رموز الابداع المسرحي داخل اسوار هذا الوطن الذي ترعرع فيه وقدم فيه خلال العقود الخمسة الماضية الكثير من الاعمال المسرحية التي لاقت نجاحا ورواجا وتفوقا منقطع النظير، وهو ما جعل شهرته تنتقل من قطر إلى كافة دول الخليج بل إلى شتى البلدان العربية، ما يعني انه يدل على الحاجة التي باتت ضرورية لتكريمه بعد ان بلغ من العمر عتيا.التكريم دائما ما يكون في مجتمعاتنا بمثابة الخطوة الاخيرة في حياة المبدع قبل رحيله.. واتذكر في هذا المقام عميد الموسيقيين القطريين الراحل عبدالعزيز ناصر آل عبيدان الذي غاب عنا فجأة في عام 2016 م بعد مسيرة حافلة من الابداع والعطاء في مجال التلحين تجاوزت الأربعة عقود من عمره.. فالتكريم الأمثل له يجب ألا يكون بعد الغياب بل كان يفترض ان يكون أثناء حياته.ومن هنا:فإن الاهتمام بتكريم المبدع القطري يجب أن يكون اثناء حياته وليس بعد رحيله.. ولهذا فأنا من المطالبين دائما بالاهتمام بالمبدع الوطني وتكريمه خلال حياته التكريم المستحق لرد بعض الدين له.. لأن التكريم بعد الرحيل قد لا يكون له أي طعم.في الختام:نتمنى ان تتجه جميع مؤسسات الدولة إلى السير على هذا النهج في تكريم المبدعين والاهتمام بهم اكثر مما عليه الآن، لكي يشعر المبدع بأنه نال ما يستحق من الشعور بالسعادة خلال حياته وليس بعد وفاته.كلمة أخيرة:المخرج المسرحي العملاق "عبدالرحمن المناعي" ما هو إلا احد هذه النجوم والكوكبة التي سطع اسمها في ذاكرة الإبداع القطري إنْ لم يكن على المستوى العربي وحان الوقت لتكريمه بالشكل الذي يليق باسمه وبإبداعاته المسرحية الخالدة.