17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خلال العقد الأخير، شاع في العالم العربي ظاهرة ما يعرف بتشفير القنوات التلفزيونية، واللافت في هذه الظاهرة أنها تجاوزت المحطات الرياضية، لتشمل قنوات أخرى ترفيهية، وتعليمية، ما يؤشر إلى أن الظاهرة يمكن أن تطول نوعيات تلفزيونية أخرى، خلال المستقبل القريب.الظاهرة تضع المشاهد والمحطة في آن أمام اختبارٍ صعب. إما أن يدفع المتلقي ليشاهد، أو أن يحجم عن المشاهدة من الأساس، وفي الحالتين، تقف القناة التلفزيونية أمام تحدٍ آخر، إما أن تعمل على تنمية جهودها لتغطية تكاليف الإنتاج ، بتجويد المنتج الإعلامي ذاته، لتسويقه، وجلب إعلانات إليه، أو أن تلجأ إلى الخيار الذي تراه سهلاً بالتشفير، وتحصيل اشتراكات من المشاهد، وهو ما يضعها أيضاً أمام تحدٍ من نوع جديد، بتحميلها مسؤولية ضخمة، ما يجعلها مهددة من حين إلى آخر بتخلي المتلقي عنها، وتركها وشأنها.وإذا كان البعض يتفهم دوافع هذه القنوات في التشفير، بأن الهدف هو تغطية تكاليف عمليات الإنتاج في ظل ارتفاعها، فإن هناك بالمقابل من يعتبر هذا التشفير بمثابة وقوف أمام أهم حقوق المتلقي، وهو حرية المشاهدة، ما يجعل التشفير بمثابة قيد يحول دون المشاهدة، خاصة إذا تجاوز جمهور ما يوصف عليه "الساحرة المستديرة" إلى غيره من نوعيات تلفزيونية أخرى تحظى بجماهيرية أخرى، مثل قنوات الأطفال، أو عشاق المشاهدة للنوعيات التلفزيونية الأخرى.وحتى يكون الهدوء والاتزان هو سيد مناقشة هذه الظاهرة، فإنه ينبغي النظر إلى أنه ليس بالضرورة أن كل ما يتم تشفيره، يمكن الإقبال عليه، مهما كانت جودة وتميز الوسيلة الإعلامية التي تقدمه، فهناك محطات أجنبية عريقة، تحقق نسب مشاهدة عالية، ولا تلجأ إلى ظاهرة "أدفع لتشاهد"، بل تستثمر هذه النسب من المشاهدين في تحريك منسوبيها بجلب الإعلانات، والانطلاق تالياً إلى تسويق منتجاتها.غير أن هناك من يرى أن التشفير ليس شراً محضاً، وأن لجوء بعض المحطات إليه يأتي لتنمية العائد المادي ومواجهة الميزانيات المرتفعة والتكاليف العالية لتشغيل القنوات وتأجير الأقمار الصناعية، إذ لم تعد موارد الإعلانات كافية لتغطية هذه التكلفة أو الاعتماد عليها كموارد دخل رئيس للقنوات الفضائية، مما يدفع مثل هذه القنوات إلى التشفير وتقديم خدمات "ادفع لتشاهد" نظير اشتراكات محددة، أي أن يدفع المشاهد ثمن ما يراه.وفي الحالتين، تصبح الظاهرة جديرة بالنقاش والدراسة، دون اندفاع لرفضها أو قبولها على وجه السرعة بالشكل الذي يحقق عائدا وربحية المحطات من ناحية، ويوفر للمتلقي منتج إعلامي، يليق بالوسيلة التي تقدمه من ناحية أخرى.