18 سبتمبر 2025

تسجيل

الصحافة النسائية في السودان...تاريخ...وحقائق..

05 أبريل 2012

يوم رائع كان يوم السبت حيث قضينا نهاره في معية نفر من كرام المواطنيين في أكاديمية تكنولوجيا الصحافة والطباعة للدكتورة بخيته أمين في تدشين كتابها الخامس من سلسلة مؤلفاتها ( الصحافة النسائية في السودان)، وهو كتاب بغلاف أسود أنيق عليه لون أخضر زاه وصورة المؤلفة.. وكتاب الصحافة النسائية هو كما ذكرت المؤلف الرابع للدكتورة بخيته أمين بعد كتاب نجوم تحت الشمس، وحروف من قرص الشمس، الطيب صالح ورابع للاشتراك مع الأستاذة الرضية آدم، وقد جاء الكتاب كأول محاولة لرصد مسار الصحافة النسائية في السودان ابتداء بالرائدة تكوى سركسيان ومرور بحاجة كاشف وزينب الفاتح وفاطمة أحمد إبراهيم وسعاد الفاتح والعديد من رائدات الصحافة النسائية منذ الأربعينيات في القرن الماضي. وتناولت الدكتورة بخيتة في كتابها الجديد سرداً غير ممل لمسيرة الصحافة النسوية كما قلت برغم أنها لم تشمل كل الأعمال والأقلام بالدقة اللازمة ولكنها اجتهدت وجمعت ورصدت وحللت بصورة جيدة أبرز صور الصحافة النسائية كصحافة نوع لإبراز دور المرأة السودانية في التنوير الثقافي والإعلامي جيلاً إثر جيل في فواصل مرتبة وعلامات مميزة.. فكانت آمال سراج وآمال مينا، آمال عباس ،عفاف بخاري، فايزة شوكت، حنان انتفاضة، أمل شكت والعديد ممن تعجز الذاكرة استحضارهن من كاتبات ومحررات ورئيسات تحرير. الكتاب بداية جيدة للتاريخ لصحافة المرأة أو الصحافة النسائية في السودان ودليل جيد للباحثين والباحثات في هذا المجال من طلاب الماجستير والدكتوراة حيث توجد المعلومات حول هذا الأمر بصورة غير مرتبة وغير متوفرة.. وهو جهد مقدر نعرفه نحن كباحثين وأكاديميين، وقد لا يدرك أبعاد مثل هذا الأمر بعضنا ممن يمكن أن يسخر من عنوان الكتاب، فالمرأة الصحفية والإعلامية والكاتبة في السودان بدأت في خوض معركة التقدم والتعليم والعمل قبل الكثير من البلدان الغربية والعربية وهي مشاركة للرجل في خوض غمار السياسة والخروج للعمل دون المساس بثوابت المجتمع السوداني من عادات وتقاليد مثل الحشمة والمحافظة فكانت نموذجاً حياً للمرأة في العالم الثالث، بل أنها سبقت الغربيين في نيل الكثير من حقوقها السياسية والطبيعية وتمكنت من إقناع المشرعين والقياديين بحقوقها في الأجور، والحقوق الأخرى مثل حق الأمومة وإجازة رعاية أطفالها ومرافقة الزوج ( كما يحق للرجال مرافقة زوجاتهم المنتدبات للعمل بالخارج) وتبوؤ المناصب القيادية في مختلف التخصصات التي ما زالت في العديد من البلدان حتى الغربية أمراً عسيراً، فهي وزيرة وسفيرة وقاضية وضابطه وإدارية ولا بد هنا أن نذكر تفوق الطالبات في امتحانات الشهادة السودانية على الكثير من الطلاب وهي حقائق واضحة بالأرقام ولا تحتاج إلى استدلالات ووفق ذلك لابد لها أن تتفوق كذلك في مجالات الإعلام والصحافة وهو حقل مسكون بالألغام والمصاعب والمشكلات وخاضتها المرأة السودانية باقتدار. إذاً ليس غريباً أن نستقبل هذا المولود الأنيق الذي أصدرته الدكتورة بخيته أمين وهي واحدة من الصحفيات السودانيات المثابرات في مجال الصحافة والمهمومات بتطوير هذا الحقل ورفدها بقدرات مهنية وأكاديمية من أكاديميتها لتكنولوجيا الصحافة والطباعة، وهذا نوع جديد من الدراسات حيث إن بلادنا لم تشهد أي نوع من الدراسات في مجالات الطباعة الصحفية فقط أدخلتها جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية في برامجها الدراسية عندما أسست كلية الدعوة والإعلام وكان هناك أستاذ واحد متخصص في مجال الدراسات هذه وبوفاته ألغيت المادة ولم تعد تدرس في بلاد بها عشرات الصحف ومئات المطابع الكبيرة والصغيرة وفي وقت دخلت فيها تكنولوجيا الطباعة آفاقا جديدة أصبح معها ضرورة أن تكون هناك مؤسسة أكاديمية تعنى بمثل هذا النوع من التخصصات والدراسات حتى يمكننا مواكبة ما يجري من تقدم تقني في العالم من حولنا.. قصدت بهذا ألفت النظر إلى هذا المؤلف الجديد الذي أتمنى أن تصدر المزيد من الدراسات المتخصصة في هذه المجالات التي تعزز الحقائق القائلة بأن حقوق المرأة السودانية مصانة ومحفوظة والمرأة مكرمة معززة والتاريخ يحفظ بين دفتيه حقوق السابقات بفكرهن وأقلامهن في نهضة السودان وإسهامهن في تطور الصحافة في بلادنا.. ولابد للحق أن ينجلي...