19 سبتمبر 2025
تسجيلما أصابك لَم يَكُن ليُخطئك، وما أخطأك لَم يَكُن لِيُصيبك.. تأخذنا الحياة في سباق دائم إما مع أنفسنا أو مع من حولنا.. دائرة مفرغة ندور فيها لا تَمَلّ مِنَّا.. وأنا اكتب هذه المقالة الآن خَطر ببالي كلمة "النصيب" توقفت للحظات، لتلك الكلمة أثر كبير في قلبي، فكم من مجهود بذلته ومعاناة عانيتها ولم يتحقق مُرادي فقط لأنه النصيب! فأين مكافأتي إذاً! وكم من صدفة جمعتني بأصحاب وأحباب و نجاحات بدون أدنى جُهد فقط لأنه نصيب.. احترت في أمرك أيها النصيب، هل أنت معي أم ضدي، تارة ترفعني أعلى سماء وتهبط بي في أسفل أرض تارة أخرى.. ولكن يجمعنا في الحالتين الرضا واليقين بأن ما يحدث لنا خير حتى وإن لم يرضنا، ومكافأتك في عدم تحقق الأشياء التي جاهدت من أجلها، هي ذاتها التي تحققت دون أدنى جُهد منك. أفهم جيداً كيف يشعر من لم يحصل على الأشياء التي بذل من أجلها قلبه، لكنها مسألة بسيطة حين نجردها من المشاعر ونستشعر لُطف الله في كل خطى نخطاها، ألم يَقُل عز وجل وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم! الإنسان بطبع حاله ضيق الأفق في الأمور المتعلقة بمشاعره، يغضب ويثور لمجرد عدم حصوله على ما سعى إليه متجاهلاً سعي الخير تجاهه بلطف الله وخباياه. ولا يسعني سوى أن أختم بمقولة مفضلة لدي لجلال الدين الرومي.. ستأتي الأشياء من تلقاء نفسها أو سترحل رغم كل الجهود