13 سبتمبر 2025
تسجيلمن فينا يحب هذه المؤسسة؟ ومن منا يريد أن ينتمي أو ينضم ويكون عضواً فيها؟ ومن منا يريد أن يُشارك في أعمالها وأنشطتها؟ إنها مؤسسة قوية ومتماسكة في ظاهرها وصورتها أمام الجميع، أما في باطنها فهي ضعيفة واهنة متردية وليست على قلب رجل واحد أبداً، إنها "مؤسسة الطغاة" قديماً وحديثاً ومتجددة في رؤوسها وأعضائها. هذه المؤسسة لها رؤيتها وهي أن تكون الرائدة في الطغيان وصناعة الطغاة، أما قيمها الظلم والتجبر والاستبداد والقهر والاستغلال وتضييع ثروات الوطن والأمة والإذلال وتمييع وتزييف الحقائق، والفساد والإفساد، والمحق والسحق، وتضليل الرأي العام بالإصلاحات والممانعة، والتهميش، والخيانة والغدر والخديعة، والكيد والمكر، واختلاق الحجج والتشكيك. أما أعضاء هذه المؤسسة فهم يؤدون أدوارهم وأعمالهم المناطة بهم على أكمل وأحسن أداء، ولكن ليس بينهم أي ذرة من وفاء وذمة، يجمعهم "انتكاسة الفكر، وانحراف الأخلاق، وانعدام الرحمة، وفقد الإحساس، والإمعان في الظلم والتعذيب.....". وما نراه اليوم ونشاهده يؤكد كل هذا وأكثر. ومن برامج وأنشطة "مؤسسة الطغاة" تكميم الأفواه، وفرض الآراء، ومصادرة الحقوق والحريات، واسترخاص دماء الشعب من قتل وتعذيب وتنكيل وطرد وإبعاد وملاحقة، وتشويه الخصوم والمناوئين له، وإلهاء الشعب بتوافه وسفاسف الأمور، وسلب المقدرات. وتجميد الإرادات، وتحالفها مع أشكالها فالطيور على أشكالها تقع. ورحم الله الشيخ الدكتور مصطفى السباعي ابن حمص الصامدة الصابرة الثائرة وابن سورية الأبية المسلمة المنتصرة بإذن الله تعالى وابن خير أمة أخرجت للناس إذ قال "لولا الطغاة لما عرفنا أدعياء الحرية من شهدائها، ولا أصدقاء الشعب من أعدائه، ولا لتبس على كثير من الناس من بكى ممن تباكى"، وقال رحمه الله "إن لله سيوفاً تقطع رقاب الظالمين منها أخطاؤهم وحماقاتهم" وما أكثر حماقاتهم وحماقات من يقف معهم ويُساندهم ويدعمهم. وقال رحمه الله أيضاً "إذا أراد الله أخذ الطاغية زاده عناداً وغروراً" فيستدرجهم ويمهلهم ويمدهم في الغي والقتل وإسالة دماء الشعب بدم بارد، ثم يأخذهم على حين غرة. ولله الحمد والمنة أن أزاح عن هذه الأمة طغاة، وانهارت مؤسساتهم وتشرذم أعضاؤها، فقد كانوا جاثمين على صدورها رَدَحاً من الزمن فمنهم من جثا ربع قرن أو يزيد، ومنهم ما يزال يجثو نصف قرن أو يزيد وفي طريقه إلى زوال هو وعبثه. "ومضة" "من لّوث يده بدم الأخيار، أزال الله عزه بأيدي الأشرار"