14 سبتمبر 2025
تسجيلإن كل حركة إيجابية وكل إسهام خير يرفع من شأن الوطن. وكيف لا؟! فللوطن على أهله فضل عظيم وأياد بيضاء، فعلى أرضه يعيشون وتحت سمائه يستظلون، ومن ثماره يأكلون، وفي ثراه يدفنون، لا يستطيع النبلاء وأهل النفوس الكبيرة أن ينسوا مساقط رؤوسهم مهما بلغوا وعلوا لأن الحنين إلى الأوطان جزء من وفائهم ونبلهم، إن حب المسلم لوطنه جزء من حبه لدينه، حب الوطن من الإيمان، وحب الوطن فرض علينا نفديه بروحنا وأعيننا. احذروا معشر الشباب أن تتعاملوا مع الوطن كما يتعامل التاجر مع التاجر: كم ستدفع لي؟ وبضاعتي تساوي أكثر.. إن هذا المنطق يجافي الحب الحقيقي للوطن، لا تقولوا أيها الشباب ما الذي قدمه لنا وطننا، وقولوا ما الذي قدمناه نحن لوطننا؟ البلد الصالح وطن يسكنه صالحون، والبلد الفاسد بلد يسكنه فاسدون، والسائل أن يسأل من هو المواطن الصالح؟ وأقول في جواب هذا السؤال: 1- المواطن الصالح إنسان قادر على أن يمنح الوطن شيئاً من عاطفته واهتمامه، وهذا يدفعه إلى خدمته والدفاع عنه. 2- المواطن الصالح قبل كل شيء هو لبنة متميزة يفتخر بها المهندس الماهر يجعله جزءا من صرح الوطن الكبير. 3- صلاحية المرء لأن يكون جزءاً من صرح الوطن تتجلى في شيئين هما: الاستقامة في السلوك والكفاءة الشخصية، فنحن نسعى لبناء وطن مستقيم خلوق. 4- المواطن الصالح هو الذي يعطف على جيرانه ويهتم بأمرهم، إن غابوا سأل عنهم وإن مرضوا أسرع لعيادتهم، وإن استعانوا به كان لهم خير معين. 5- المواطن الصالح يشكل إضافة لوطنه من خلال اعداده الجيد لذاته. 6- المواطن الصالح هو الذي يتبرع لوطنه عند النكبات والملمات، يذكر كاتب السطور أنه في الزمن الجميل حدث حريق ميت غمر المشهور: الذي ارتجل فيه حافظ إبراهيم قصيدته (حريق ميت غمر) التي تبدأ بالبيت الآتي: سائلوا الليل عنهم والنهار كيف باتت نساؤهم والعذارى والتي على أثرها تبرع نفر كبير من الأغنياء والفقراء لإعادة بناء مدينة ميت غمر. 7- المواطن الصالح يملك فائضاً من الوقت أو الجهد أو المال ويعمل على توظيف ذلك الفائض في خدمة العناصر الضعيفة من أبناء بلده من الأرامل والأيتام. 8- أسوأ شيء على الوطن أقوام يتحدثون عن أمجاده، ويتغنون باسمه، وهم يعملون على إيذائه والإساءة إلى سمعته.