11 سبتمبر 2025

تسجيل

ترحيب لبناني بالدور القطري في بيروت

05 فبراير 2024

العلاقات اللبنانية القطرية متجذرة في التاريخ الأصيل، الذي جمع بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية فكانتا احد اقطابه، والتمثيل الدبلوماسي بين لبنان وقطر بتبادل السفراء بدأ في عام 1972 عندما شيدت كلتا السفارتين في الدوحة وبيروت على اسس متينة زادها القاً سطوع نجم «تميم» مجد العرب والانسانية. ولطالما احتضنت قطر الجالية اللبنانية التي ساهمت بنهضة البلاد في مختلف المجالات لا سيما العمرانية منها الأمر الذي جعل الحضور اللبناني مميّزاً. صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، اولى عنايته لبنان باهتمام خاص، اكد ذلك العديد من المبادرات الاخوية، ويذكر اللبنانيون بفخر حضور سموه القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في بيروت عام 2019 الذي اعطى دفعا لهذه القمة بغياب الرؤساء العرب الآخرين وانطلاقاً من قاعدة أن قطر أصبحت حاضرة على أي طاولة بحث في الملف اللبناني لعبت الدوحة دوراً مهماً في وقف الحرب الإسرائيلية على لبنان في صيف 2006، وساهمت بشكل فعال في إعادة إعمار ما دمرته تلك الحرب، ومن ثم رعايتها مؤتمر الحوار اللبناني عقب الاقتتال الداخلي الذي شهدته بيروت في العام 2008 بين ما عرف بفريقي 8و14 آذار، وخلص الاتفاق حينها إلى وقف الاقتتال والاتفاق على رئيس تسوية سمي «اتفاق الدوحة»الذي تمخض عنه انتخاب رئيس للجمهورية وهو قائد الجيش حينها ميشال سليمان. مع انتهاء ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية، كان لافتاً الشكر الذي وجهه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون لدولة قطر، حيث كان هذا أول تأكيد رسمي للدور القطري في هذا الملف الذي تفتح نتائجه الطريق للتنقيب عن الغاز في البحر الأبيض المتوسط. طوال فترة المفاوضات، سرت خلف الكواليس الدبلوماسية معلومات بشأن مساهمة الدوحة في وضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وبدا واضحاً أن ذلك كان داعماً لوساطة الأمريكيين التي تمثلت في حوار المبعوث الأمريكي آموس هوكتشاين. من جهة أخرى، أعلن مسؤولون لبنانيون، من بينهم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، رغبتهم في أن يكون لقطر دور أساسي في الاستثمار بالبلوكات النفطية اللبنانية، سواء في عمليات التنقيب أو في مرحلة الاستخراج، وأعلنت وزارة الطاقة اللبنانية عن مفاوضات لبنانية قطرية تتعلق بحصول الدوحة على 30 بالمائة في كونسورتيوم للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9. مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف العائد حديثاً من زيارته الدوحة نوه بدعم ومساعدة قطر أميرا وحكومة وشعبا، وأبدى شكره وتقديره لوقوف قطر الى جانب إخوانهم في لبنان الذين يكنون لهم كل المحبة والوفاء والاحترام والتقدير. قائد كلية القيادة والأركان ونائب رئيس أركان العمليات في الجيش اللبنانيّ سابقاً العميد الركن المتقاعد الدكتور حسن جوني في تصريح خاص اكد أن»الهبة القطرية الكريمة للجيش اللبناني سبقت كل الهبات الخارجية الاخرى منها الهبة المالية التي دعمت رواتب العسكريين وكان تأثيرها المعنوي كبيرا وكانت انقاذية نظرا للظروف الاقتصادية والمالية والنقدية الصعبة في لبنان ومن جهة ثانية ساهم دعم الجيش بالمحروقات بصموده فيما يتعلق باستمرار تنفيذ المهمات العسكرية لان توفر المحروقات امر حيوي جدا» راهناً تبذل الدوحة جهودا حثيثة عبر مبعوثها أبو فهد جاسم آل ثاني الذي يحظى دوره بتقدير كبير في بيروت بالتنسيق مع الرباعية: الولايات المتحدة الامريكية وفرنسا والسعودية، لانتخاب رئيس جديد للبنان تنطلق مبادرات الدوحة في إطار تحولها الى وجهة للوساطات الدولية وقد راكمت خبرتها في هذا المجال بعد النجاحات المتعددة والتي كان آخرها نجاح وساطتها بين واشنطن وكاراكاس التي ادت الى تبادل السجناء،وتحقيق الهدنة الانسانية بين المقاومة الفلسطينية في غزة واسرائيل، ترغب بها الفرقاء المختلفة لاعتبارات جوهرية هو تمتعها بعلاقات متوازنة مع مختلف الاطراف تحظى بمصداقية عالية. تنبع خصوصية المبادرات القطرية تجاه لبنان التي تقوم على المصلحة العليا المشتركة بين البلدين والاحترام المتبادل ان الدوحة ورغم انها تنسج علاقتها المؤثرة مع مختلف الاطراف فإن دعمها يتوجه الى المؤسسات التي يجمع عليها كافة اللبنانيين في طليعتهم الجيش اللبناني مصدر رفيع في وزارة الخارجية اللبنانية وصف العلاقات اللبنانية القطرية بالممتازة، وقال قطر دولة قريبة من كل اللبنانيين وفتحت ابوابها للجالية اللبنانية بكل ترحاب وتساعد لبنان في كل المناسبات وقدمت لها الكثير وهي تدعم التوافق اللبناني اللبناني وعلى هذا الاساس تقوم مبادراتها الريادية في خدمة العمل العربي المشترك.