12 سبتمبر 2025

تسجيل

فهد الباكر.. مجنون المسرح

05 فبراير 2020

على سرير العافية يرقد الفنان فهد الباكر في مستشفى القلب بعد أن استسلم لشهور عدة لأوامر الأطباء في مستشفى الوكرة. والاستسلام والهزيمة أمام الأسقام أمر إلهي وقدر الإنسان، وإيمان هذا الفنان برحمة الله إيمان لا حدود له، ولكن هنا السؤال لقد طرحت هذا التساؤل على عدد كبير من رفقاء الدرب هل زرتم الصديق ورفيق الدرب الفنان فهد الباكر؟. كان الرد خنجرًا في خاصرة فن المسرح على وجه الخصوص وعلى واقع الحراك الإنساني على وجه العموم، لم يكلف أكثرهم نفسه حتى السؤال حول غيابه، مع أن فهد الباكر كان الأكثر حضورًا. إنه بحق مجنون المسرح والأكثر ثقافة من أبناء جيله، والأكثر تجارب في طرح رؤيته، جرب كل التيارات والمدارس، وهو ثالث ثلاثة من أبناء هذا الجيل يخوض التحديات مع رفقاء دربه أحمد مفتاح وفيصل رشيد. ولكن ما يميز فهد الباكر أن عالمه قد انحصر في المسرح والعطاء مع الجيل الجديد، لا يتوقف أمام طرح شكل أحادي، في كل عرض يخوض غمار التجربة وشكل مع فيصل رشيد تحديًا للذات. من هنا فقد حصد كلاهما جوائز السبق في مجال المسرح. الآن يرقد هذا الفنان على سرير العافية في حاجة ماسة إلى دعاء الجميع والتفاف الجميع، نعم هناك من زاره مرة ومن ثم استسلم لغواية الابتعاد، في آخر زيارة له قرأت في عينيه تلك الدعوات، "تعال حتى نشوفك" وكنت أريد أن أصرخ عبر ممرات مستشفى القلب، أين من خلقت منهم مؤدين فوق الخشبة؟ أين رفقاء الأمس؟ وهل قدر الإنسان أن يكون في بؤرة الإضاءة عند القوة فقط. وعند الوهن لا يجد من يشكل له عوالمه؟!! فهد الباكر، صورة قلمية لمبدع حقيقي من أبناء هذا الوطن ممثلاً ومخرجًا ومجنونًا بحب المسرح، وهو واحد من أبرز جنود المسرح!. لا أعتقد أن باقة ورد أو علبة من الحلوى تضيف إلى فهد الباكر أي شيء، ولكن استذكار المواقف الحياتية في لحظة عابرة وفي زيارة عابرة، تعني كل شيء، أنا على ثقة من أحدًا لا يكلف ذاته أبدًا، فقد أخبرت العشرات من زملائه المسرحيين، والمؤسف أن أحتفظ بردهم، فأنا أخجل من أن أبوح به!. [email protected]