20 سبتمبر 2025
تسجيلإذا كانت الحكمة تقول: "كل ظالم وله يوم" فإن دول الحصار تعيش أسوأ مرحلة في تاريخها السياسي قطر كانت وما زالت تطالب بالحوار البنّاء لإنهاء أزمة الخليج المفتعلة لأنها لم تعد منطقية هكذا الايام تدور .. وعلى الباغي تدور الدوائر ، كما يقولون .. فالظالم دائما ما تكون أيامه معدودة عندما يتكبر ويتغطرس ويقود المؤامرات تلو المؤامرات للنيل من الآخر بطرق غير مشروعة أو محقة في كل ما يقول ويدعي ويطالب به .. ولهذا فإن السياسة لها سقطاتها ، ولها زلاتها ، التي تؤدي بالمتهور في نهاية المطاف إلى الهزيمة التاريخية التي لا يتعافى منها طوال الحياة ، طال الزمان أو قصر ؟!!. وهذا هو حال دول الحصار التي بدأت افتعال ازمة الخليج بادعاءات كاذبة وملفقة لخلق موجة من التحريض ضد دولة قطر الشامخة .. ومع مرور الايام تبينت هذه الادعاءات بأنها باطلة وتهدف لتحقيق مآرب اخرى فشلت في مهدها بشهادة ساستهم ، وشعوبهم المغلوب على امرها التي لا حول لها ولا قوة في هذه الكارثة السياسية ؟!! . كل ظالم سيبتلى بأظلم: فمن افتعل هذه الازمة سيظل مهزوما ومنكسرا إلى الابد .. فقطر كانت قطر هي المنتصرة وستبقى منتصرة على من ادعى الاكاذيب وحرض وسائل الاعلام عليها بصورة تقوم على الخسة والدناءة ، مثله مثل "حديث الإفك" ، دون ان يسوق هذا الاعلام اية دلائل او براهين دامغة على صحة ما يقول طوال الشهور الماضية ... فـ " كل ظالم له يوم " .. ومن لم يحاسب في كل ما يقول ويفعل فإن الشعوب والقوانين الدولية لا ترحم أبدا .. وكم من دولة زالت من الخريطة لأنها اتبعت طريق الباطل فانهارت وابيدت من الوجود ، فذهبت مع الريح ولم تقم لها قائمة بعد اندثارها ؟!! . ولهذا نجد: أن قطر كانت هي الدولة الوحيدة في ظل هذه الازمة المفتعلة التي تعاملت مع مجريات الاحداث بحكمة وروية ودون تعجل او تصعيد في استباق مجريات الامور .. فكانت تعمل ألف حساب لكل كلمة تقولها ولا تتخذ أي قرار إلا بعد دراسته .. وكانت تلجأ للقانون في كل تحركاتها ومطالبتها بحقوقها من خلال الدلائل والبراهين الدامغة دون خوف أو تردد ... إنها دولة المبادئ والشموخ .. ويقودها زعيم لا يكل ولا يمل .. يعمل بصمت .. من اجل نيل الشرعية وعدم الاستسلام للضغوط او الادعاءات الكاذبة .. وهذا كان مصدره الايمان بالله أولا وعلمها الراسخ بعدالة القضية التي تدافع عنها دون الركون إلى الضعف والانكسار ، حيث اصبح هذا الوهن يخيم في هذه الايام على دول الخزي والعار دون شك في ذلك ؟!! . قطر علمتهم أقسى دروس السياسة: وإذا كانت دول الحصار والعار تتهرب من اللجوء إلى الحوار والمواجهة بكل شجاعة .. فإن قطر ستبقى وإلى الابد هي اول من يسعى للحوار والاستعداد للاجتماع في اي قمة قادمة لإنهاء الازمة المفتعلة بالطرق السلمية .. خاصة ان الازمة كانت بدايتها تسير في نفق مظلم في يونيو 2017 .. إلا أن الأمل يظل باقيا في انفراج الازمة اليوم ، رغم ان البعض ما زال متشائما ويرجح بأن اطراف الازمة يريدون لها ان تطول ... فقد اضاعت دول الحصار الفرصة في قمة الكويت الاخيرة .. وهي ما زالت متعنتة وصامتة تجاه الازمة والسير نحو عدم تحريكها بشكل مقصود .. إلا ان التحرك الامريكي لإنهاء الازمة مؤخرا سيكون مؤثرا في المرحلة المقبلة كما يقول العديد من خبراء السياسة والإعلام في الخليج والولايات المتحدة. كلمة أخيرة: الشعب القطري يستطيع نسيان الماضي بمراراته ويصفح عن الجيران متى ما كانت المصالح تتطلب ذلك بشرط حسن النوايا .. لكن هذا الشعب الأبي لا يرضى بالتدخل في سيادة بلده أو المساس بشؤونه الداخلية أو التعرض لقائدها وراعي مسيرتها .. وهذه الحقيقة هي التي جعلت من قطر دولة ذات سيادة، لن تقبل تقدم أية تنازلات على حساب هذه السيادة ، ولكنها أعلنت قبولها للحوار بصدر رحب ؟! .