02 نوفمبر 2025
تسجيللك أن تتخيل مجتمعا بلا قيم، كيف هو؟ كيف هو حاله؟ وكيف حال قيادته؟ وكيف هو مع الآخرين؟ وكيف هي حركته في الحياة؟ إن مساحات القيم الإيجابية التي ترفع المجتمع وقيادته واسعة لا حدود لها وهي كثيرة، ودروسها والفوائد التي يخرج بها الجميع من أجمل الفوائد والثمرات لو أحسنا التعامل معها في حركة الحياة من غير مبالغة ولا مثالية، وسيقول أحدهم عندما تتحدثون عن القيم، فأنتم تتحدثون المثالية ونحن في عصر تتحطم القيم ولا قيمة لها في زمن المصالح والمنفعة والتكالب على الذات والحرية المنفلتة، انظروا ما حولكم، فجور في الخصومة وكذب وفبركات وفحش ودناءة وانحطاط حتى على الأعراض وازدواجية في المعايير وجحود ونكران، فعن أي قيم تنادون؟! وما هي الدروس التي سنخرج بها من هذه القيم؟ الدرس الأول: هذا شأنك وشأنه وشأنها تريد أو هو يريد أو هي تريد أن تلتزم بها أو لا. فقط لا تنتهك حرمة الأخلاق والقيم وتتطاول عليها، فإذا انُتهكت حرمتها انُتهكت حرمة الدين. الدرس الثاني: كم تصنع قيمة الإحسان من مساحات جميلة بين الناس. فهل ندرك هذا المعنى قبل فوات الأوان؟. الدرس الثالث: تُحسن وتأتيك الإساءة، تُعطي بطيب نفس وحسن نية وابتغاء الأجر منه سبحانه وتأتيك الطعنات من حيث لا تشعر وهم في كامل فرحتهم، إنها مساحات الحرمان والغرور والعناد التي يعيشها البعض منا. الدرس الرابع: كبير النفس وعالي الهمة وطالب الأجر يعتذر إذا أخطأ في حق الآخرين ولا عيب في ذلك، وأجمل من هذا أن يقبل الطرف الآخر الاعتذار والمسامحة، ما ضيّع إبليس ومن هو على شاكلته إلا التعالي والكبر والأنا. فما بالنا نسير في نفس الطريق الذي مشى فيه إبليس ونحن نعلم ما حصل له. نسأل الله السلامة. الدرس الخامس: القيم والأخلاق من الدين ورسولنا الكريم صاحب الخلق العظيم والقيم صلى الله عليه وسلم وهو القائل "إنما بعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق". الدرس السادس: ستظل مساحات القيم والأخلاق الحسنة هي الأكثر والأكبر مساحة من القيم السيئة السلبية، فلماذا لا نتزاحم على مساحات الأولى ونولي ظهورنا عن الثانية؟. الدرس السابع: الأمانة ضدها الخيانة، والصدق ضده الكذب، والإصلاح ضده الإفساد، والوفاء ضده الغدر. وهكذا "قل كل يعمل على شاكلته" صدق ربنا سبحانه. الدرس الثامن: ائتِ منها ما استطعت وبالقدر الذي يوصلك إلى مساحتها ورفعتك، واطلب منه سبحانه أن يعينك على القيام بها في حياتك من غير تكلّف. الدرس التاسع: هل يدرك الواحد منا عواقب القيم والأخلاق السيئة السلبية على نفسه ومجتمعه دنيا وأخرى إذا ولجها وصارت مساحة من حياته، وقد تكبر هذه المساحة إذا استمر عليها؟. الدرس العاشر: البيت .. المسجد.. المدرسة.. الجامعة.. المجالس.. الأندية الرياضية والثقافية.. الفن الهادف البنّاء الذي لا اختلاط فيه ولا إباحية.. البيئة... كلها وغيرها مساحات متنوعة لكسب وغرس وتعزيز والاستزادة من القيم والأخلاق الإيجابية الحسنة التي تنهض وترتقي بالفرد والمجتمع والوطن والأمة والإنسانية. فهل ندرك هذه المعاني؟. "ومضة" قيل للإمام القدوة عبدالله بن المبارك رحمه الله "اجمع لنا حُسن الخلق في كلمة. قال: تركُ الغضب"، هكذا يُعلمنا الكبار القدوة القيم لحركة حياتنا وتعاملنا مع الغير بإيجابية .