14 سبتمبر 2025

تسجيل

تأملات في نتائج الشركات وتوزيعاتها "2"

05 فبراير 2017

سبع شركات تفصح عن نتائجها في الفترة القادمة تم خلال الأسبوع الماضي الإفصاح عن نتائج 6 شركات أخرى هي دلالة وفودافون، والدوحة للتأمين، وودام، والكهرباء والماء، وصناعات، وارتفع بذلك عدد الشركات المفصحة إلى 21 شركة أو ما يعادل نصف عدد الشركات الإجمالي تقريبًا البالغ 44 شركة.. وفي حين قلصت فودافون من خسائرها، تحولت شركة دلالة من الخسارة إلى الربح، وانخفضت أرباح كل من صناعات والدوحة للتأمين، بينما ارتفعت أرباح ودام بنسبة 32.1%، وارتفعت أرباح الكهرباء والماء بنسبة 2.5% فقط. وبينما أعلنت الكهرباء توزيع أرباح نقدية بنسبة 75%، وصناعات ينسبة 40%، وودام 35%، فإن توزيعات الدوحة للتأمين قد اقتصرت على 6% فقط، وقررت دلالة عدم توزيع أرباح. وبعد إفصاح صناعات عن نتائجها، فإن مجمل أرباح الشركات المفصح عنها قد بلغ 25.97 مليار ريال بانخفاض نسبته 1.6% عن نتائج نفس العدد من الشركات في عام 2015. ولو تأملنا نتائج شركة دلالة ومن قبلها شركة المجموعة الإسلامية القابضة- وهما شركتا وساطة مالية- سنجد أن نتائجهما الضعيفة قد نجمتا عن ضعف تداولات البورصة من ناحية، وضعف سوق الاستثمارات من ناحية أخرى. فقد أدى تراجع تداولات بورصة قطر في عام 2016 بنسبة 26.4% إلى مستوى 69 مليار ريال مقارنة بـ93.7 مليار ريال في عام 2015 و200 مليار ريال في عام 2014، إلى انخفاض حاد في نصيب هاتين الشركتين من أرباح الوساطة والعمولة. وقد حدث ذلك رغم ترفيع البورصة القطرية إلى بورصة ناشئة، أي أن الترفيع لم يساعد على استقطاب الأموال الأجنبية كما كان متوقعًا، ولا هو ساعد في عودة الأموال القطرية إلى التداولات. وبالنظر إلى ضعف سوق الاستثمارات بوجه عام، فإن شركات الوساطة لم تعد تجد السند الذي يعوضها عن تراجع حصتها من عمولات التدول، بل إن تلك الاستثمارات باتت تشكل عبئا على أوضاع شركتي دلالة والإسلامية وغيرها من شركات الوساطة. وقد رأينا كيف أن شركة الريان للوساطة قد جمدت مؤخرا نشاطها لمدة عامين، ولذلك أعود وأكرر ما سبق أن أشرت إليه في مقال سابق من أن المرحلة الراهنة لا تحتمل هذا العدد الكبير من شركات الوساطة، وأن على بعض هذه الشركات النظر جديًا في السعي إلى الاندماج مع بعضها البعض من أجل ضغط المصاريف وتكاليف التشغيل. وما يُقال عن شركات الوساطة يُقال أيضًا على شركات التأمين التي تتأثر أرباحها بنشاطها المباشر في مجال التأمين والتكافل، وبعوائد استثماراتها، وما لديها من إيرادات إيجارية، ومن ثم فإن حدوث اندماج بين شركتين أو ثلاث من شركات التأمين قد يساعد في تقليص نفقات التشغيل ويعزز من ربحية الشركات ذات النتائج الضعيفة. وستزداد أهمية هذا الأمر في السنوات القادمة عندما تنتهي فورة النشاطات التي واكبت الاستعدادات والتجهيزات لمسابقات كأس العالم 2022. ومن جهة أخرى حققت شركة ودام نتائج جيدة عندما نمت أرباحها في عام 2016 بنسبة 32.1% إلى 91.3 مليون ريال، إلا أن الشركة اعتمدت في نمو أرباحها على الدعم الحكومي لسعر اللحوم، ولولاه لكانت خسارة الشركة كبيرة. صحيح أن إجمالي الدعم في حالة تراجع سنة بعد أخرى، إلا أنه لا يزال كبيرًا ويمثل الركن الأساسي في تحقيق الأرباح. وقد استفادت الشركة من النمو المضطرد في مبيعاتها نتيجة الزيادة السكانية، ومن انخفاض أسعار الواردات نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار والريال أمام العملات، ومن ثم فإن على الشركة تطوير أدائها لتحسين ربحيتها في مواجهة أي تغيرات مستقبلية. وكان من المنطقي أن تخفض صناعات من توزيعاتها إلى 4 ريالات بدلًا من 5 على ضوء الانخفاض الحاد في أرباحها نتيجة انخفاض أسعار منتجاتها. ومع ذلك لا يزال سعر السهم مرتفعًا إذا ما قورن بالعائد، فسعر السهم يصل إلى 29 ريالًا مقابل كل ريال موزع. وسيتم في الأسبوع المقبل الإفصاح عن نتائج سبع شركات هي: الخليج الدولية، ومسيعيد، والتجاري، والمتحدة للتنمية، ويروة والعامة للتأمين والتحويلية. وكانت خمس من هذه الشركات قد سجلت تراجعًا في أرباحها في الشهور التسعة الأولى من العام وهي الخليج الدولية، والتجاري، وبروة، والمتحدة، ومسيعيد، بينما ارتفعت أرباح التحويلية والعامة للتأمين. ومن ثم فإن الإفصاحات المرتقبة ستشهد تراجعات في أرباح معظم هذه الشركات.