12 أكتوبر 2025

تسجيل

عندما تشعرني باهتمامك بي

05 فبراير 2014

قد يدخل الأب منزله عائداً من مكان عمله، فعندما يجد من يستقبله الاستقبال الحسن من الزوجة أو الأبناء يفرح كثيراً ويشعر بأهميته واحترامه، وقد يجد من هو منشغلا عنه بمشاهدة التلفاز أو الكمبيوتر أو الهاتف الجوال، ولكن الأكثر حباً هو من ترك كل شيء وتوجه إليه وسلم عليه، والناس عموماً يحبون أن يشعروا بقيمتهم، إذن الابن الذي ينهض مسرعاً لاستقبال أبيه، هو الأكثر حباً عنده لأنه أشعر أباه بأنه إنسان مهم عنده.هذا يقودني إلى أن حفظ أسماء الناس يجعلهم في الغالب أكثر احتراماً لك، فما أجمل أن تقابل شخصاً في مناسبة ما، فتتعرف على اسمه، ثم تراه في موقفٍ آخر فتُقبِل عليه وتبتسم إليه ثم تسلم عليه باسمه.لا شك أن هذا السلوك يطبع في قلبه لك المحبة والتقدير والاحترام، فأنت تكبر عنده متى ما ناديته باسمه، فحفظك لاسم الشخص الذي أمامك يشعره باهتمامك به، وكذلك في ردك على التلفون كأَن تقول على سبيل المثال: مرحباً يا أحمد.. أهلاً بك يا خالد..عليكم السلام يا أبو عبدالله، بلا شك أن الاستماع لاسمك له في القلب رنة قبل الأذن.فالذين نحبهم يجب علينا أن نعرف أسماءهم، فكثير من الناس يقتنع بهذا الشيء ويتمنى لو استطاع حفظ اسماء الآخرين، أما عدم حفظك للأسماء قد يعني عدم الاهتمام بالأشخاص أثناء مقابلتهم، كالانشغال وقت التعارف وعدم التركيز أثناء استماع الاسم، ومنها موقفك تجاه الشخص نفسه كاعتقادك بأنك لن تقابله مرة أخرى، فتقول في نفسك لا داعي لحفظ اسمه، وسوف لا أقابله مرة أخرى، أو قد تقول لطالما لم تربطني به مصلحة فلماذا أحفظ اسمه؟ وهكذا، والبعض قد يشعر بحرج من أن يطلب منه إعادة اسمه ليعرفه أكثر، فهذه من الأسباب التي تجعل الناس لا يحفظون الأسماء.فعلينا الاقتناع بأهمية تذكر الأسماء، واستشعارك أنك بسماعك له ستسأل عنه بعد دقائق والتركيز على وجه الشخص أثناء الاستماع إلى اسمه، ولو تأملنا في القرآن الكريم لوجدنا الله جل جلاله ينادي أنبياءه بأسمائهم. — وناديناه أن يا إبراهيم أعرض عن هذا. — يا نوح إنه ليس من أهلك. — يا داوود إنا جعلناك خليفةً في الأرض.فأهمية حفظ الأسماء قد تكون مفيدة في موقف ما خصوصاً حال احتياجك لذات الشخص في تقديم خدمة لك او غير ذلك، فبمجرد أن عرفك وأنت دائماً تناديه باسمه، سوف لا يتواني ولا يبخل عن أن يقدم لك جميلاً، فلنجعل حفظ الأسماء في الذاكرة طويلة المدى حتى لا ننسى، وعليه أشعرني باهتمامك بي بحفظك لاسمي ونادني به لأحبك.أخيراً من الضروري حفظ أسماء من نجلس معهم ونتحدث إليهم بقدر الإمكان لإشعارهم بمكانتهم،، وهذا في تقديري اسلوب حضاري يزيد من الحب والتآلف بين الناس، وإنه لأمر يحبذه الكثيرون، غير أن البعض قد يستثقل ذلك، ولكن الأثقل منه، عندما تقابل ذات الشخص الذي قابلته من قبل وتجاذب معك أطراف الحديث، ويجدك في نفس الوقت ناسياً لاسمه، فيقول لك كيف لا تعرف اسمي وأنا الذي جلست معك وتحدثنا مع بعض؟، حينها سوف يكون موقفك أكثر ألماً، إذن حتى لا ننسى أسماء من قابلونا، علينا بربط الأسماء بملامح الأشخاص ومظهرهم والتحقق من أشكالهم.