16 سبتمبر 2025
تسجيلالتحدي الحقيقي ليس إعلان المقاطعة، أو العمل بها لمدة يوم أو أسبوع، إنما استمرارها، وإيقاع الأذى في الوريد «الدولاري» و«اليورو» سواء للدنماركيين أو غيرهم ممن يتطاولون على ديننا وأمتنا ورسولنا، عندها، سيشعرون بالألم، وسيعرفون ما يترتب على التطاول على أمة يقترب تعدادها لنحو مليار ونصف المليار. الدنماركيون أعلنوا صراحة أنهم يراهنون على الوقت في قضية نسيان المسلمين للإساءة التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا إن ما يجري في العالم الإسلامي اليوم ما هو إلا «ثورة عاطفية» ليست أكثر، وبالتالي دعوا الأيام فإنها كفيلة بأن تنسي المسلمين الإساءة، دون أي اعتذار رسمي. للأسف الشديد أن جانباً من هذا الرأي فيه صواب، فنحن في كثير من الأحيان تأخذنا العاطفة في قضية ما، ثم سرعان ما تخمد وننسى كل شيء، ونعود إلى ما كنا عليه قبل ذلك، بل ربما إلى الأسوأ، فنحن لا نملك النفس الطويل، إلا القليل منا، وهو ما يراهن عليه أعداؤنا، وهو ما دعا مؤسسات إعلامية أخرى لنشر الكاريكاتيرات المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، بهدف تشتيت الجهود، وإنزال الاحباط بالمسلمين، وتوسيع نطاق الحملة، كما حاولت قريش أن تفعل بالنبي عندما أرادت قتله، فجمعت من كل قبيلة رجلاً ليتوزع دمه صلى الله عليه وسلم بين القبائل، ومن ثم يرضخ بنو هاشم للقبول بالدية، والمؤسسات الإعلامية العالمية الكبرى ما هي إلا «قبائل»، تنتهج نفس النهج، تسير على خطى دولها، التي تتكالب اليوم على المسلمين، كما تتكالب الأكلة على قصعتها، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال بل أنتم كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ينزع الله المهابة من قلوب عدوكم، ويقذف في قلوبكم الوهن. قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه. اليوم لو صدقت المقاطعة مع الدنمارك على مستوى العالم الإسلامي لكلف هذه الدولة المليارات، إضافة إلى تسريح الآلاف من العمال، ولما تجرأ أحد على اهانة المسلمين، ولأصبح لهم وزن في المعادلة الدولية، بدلاً من الوضع الحالي غير المقبول. شركة «ارلا» المصنعة للأجبان والحليب تستنجد اليوم بالحكومة الدنماركية، وتتوسل لحل المشكلة، فقد قال المدير العام للشركة بادر تيبرغ إن المقاطعة الإسلامية للدنمارك تضرب عصب الشركة، وإذا ما استمرت المقاطعة الخليجية فقط، فإن خسائر هذه الشركة ستتجاوز 3 مليارات كرون سنويا (488 مليون دولار)، إضافة إلى تسريح الآلاف من العمال، فخسارة مليار كرون تعني خسارة 1400 فرصة عمل، وفي حال طال أمد المقاطعة وتوقفت صادرات منتجات الحليب فقط سيفقد 4000 فرصة عمل، إضافة إلى خسارة تقدر بحوالي 4،2 مليار كرون في هذا القطاع وحده. فهل أنت من أصحاب النفس القصير أم النفس الطويل؟