10 سبتمبر 2025

تسجيل

آسية.. قصة نجاح بدأت من الدوحة قبل 18 عاماً

05 يناير 2024

آسية عارف، طالبة باكستانية في ربيعها الثامن عشر، تمكنت من تأليف وترجمة سبعة كتب بلغات مختلفة. آسية من مواليد الدوحة والمقيمة حاليا في العاصمة الباكستانية إسلام آباد قامت بتأليف وترجمة هذه الكتب في اللغة العربية والإنجليزية والأردية والفارسية. وهي طالبة في مرحلة بكالوريوس العلوم في الترجمة والترجمة الفورية بقسم الترجمة والترجمة الفورية التابع لكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد. وقد تعلمت اللغة العربية الفصحى على يد والدها الدكتور عارف صديق الذي عشق اللغة العربية ونقلها إلى كريمته منذ طفولتها رغم كونه من بلاد لا يفقه أغلبية أهلها هذه اللغة الجميلة. وتحضر المترجمة الناشئة والواعدة آسية عارف مؤتمر الترجمة وإشكالات المثاقفة (10) بدعوة كريمة من قبل منتدى العلاقات العربية والدولية. وكانت الطالبة آسية قد ألفت كتابها الأول قبل عشر سنوات في عمر ثماني سنوات فقط باللغة العربية وأسمته «العربية لغة آسية» كما ألفت كتابها الثاني بالعربية بعنوان «العربية لكل الأطفال» في عمر تسع سنوات وتكفلت مجموعة «العيسري» التربوية بسلطنة عمان بمهمة طباعته وقامت أيضا باستدعاء الطالبة مع أبويها إلى السلطنة في عام 2016م تشجيعا وتكريما وتقديرا لها ولأبويها. وفي الكتاب الثالث ترجمت آسية عشرين حكاية عربية مختارة إلى اللغة الأردية، بينما قامت في كتابها الرابع بترجمة قصة عربية من تأليف دكتور طارق البكري إلى اللغة الإنجليزية وذلك في عمر 13 عاما. وترجمت نهاية العام الماضي كتابا عربيا إلى اللغة الفارسية في عمر 17 عاما. وأما الكتابان السادس والسابع فإنها تَرْجَمَتْهُمَا خلال العطلات الصيفية الأخيرة لهذا العام. والكتاب السادس عبارة عن قصة لإسلام صحابي وأسرته بعنوان «فتى من قريش» لكاتب إسلامي مصري اسمه سيد مبارك. وأما في الكتاب السابع فإن الطالبة آسية قد جمعت 200 حكمة ومثل عربي وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية مع العلم أن ترجمة الحكم والأمثال تعتبر من الأمور الصعبة للمترجمين وقدمت لمعظم الأمثال ترجمة حرفية بجانب ترجمة معنى بمعنى. وكانت آسية الحاصلة على الوسام الذهبي بدأت مسيرتها في تعلم اللغة العربية الفصحى عندما كانت قد بلغت سنة واحدة من عمرها وكانت مقيمة آنذاك بالدوحة وكانت قد تعلمت 800 مفردة من العربية الفصحى قبل بلوغها الثالثة من عمرها. وكان والدها الدكتور عارف استفاد من «نظرية الفطرة والممارسة» للدكتور عبد الله الدنان وطبقها عليها لتعليم ابنته اللغة العربية. واستطاعت بسببه بعد ذلك أن تحصل على شهادة في دورة للغة العربية من جامعة العلامة إقبال المفتوحة بإسلام آباد في عمر سبع سنوات فقط وأصبحت بذلك أصغر طالبة جامعية في باكستان. وعندما بلغت التاسعة من عمرها كانت قد حصلت على دبلوم متقدم باللغة العربية من الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد. وحصلت آسية على جوائز تقدير من عدة جهات خلال مسيرتها التربوية والترجمية من كبار الشخصيات من بينهم سفراء عدة دول منها دولة قطر، ودولة الكويت، وسلطنة عمان، والمملكة العربية السعودية، وتركيا والسودان. وتقول آسية إنها سوف تواصل مسيرتها في مجال الترجمة وتحاول أن تقدم أعمالا جديدة في تخصصها في المستقبل أيضا، مضيفة إلى أن الفضل يعود إلى والدها الدكتور عارف صديق الذي زرع بداخلها حب وشغف تعلم اللغة العربية الفصحى منذ الصغر. وذكرت أنها تهدف إلى ترجمة كتاب واحد في كل فصل دراسي في الجامعة. كما تطمح في المستقبل إلى مواصلة دراستها العليا في مرحلة الماجستير في دراسات الترجمة بجامعة حمد بن خليفة بالدوحة. وكانت آسية قد ألقت محاضرة أيضا في ندوة افتراضية أقامتها جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي بمناسبة اليوم العالمي للترجمة في 30 سبتمبر هذا العام وذكرت خلالها تجربتها في ترجمة الحكم والأمثال العربية إلى الإنجليزية ونالت استحسان جميع المشاركين في الندوة. والجدير بالذكر أن والد آسية دكتور عارف صديق يعمل أستاذا مساعدا في قسم الترجمة بكلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد. وظل خلال فترة إقامته بالدوحة (1995-2008) يسهم في الجرائد القطرية سنوات طويلة بكتاباته في المجالات السياسية والتربوية والاجتماعية وقد حصلت بعض مقالاته على جوائز أفضل مقال من قبل بعض الجرائد القطرية. وكان قد طبق «نظرية الفطرة والممارسة» لتعليم اللغة العربية الفصحى على أربعة أطفال آخرين أيضا ونجحت هذه التجارب كلها وقد بدأ كلهم يتحدثون بالعربية الفصحى في عمر ثلاث سنوات فقط.