11 سبتمبر 2025
تسجيلصديقي أقال أحد الموظفين لديه من العمل .. فجاءني الموظف يستشفع بي لدى صديقي كي يعيده للعمل فالموظف هذا رآني أزور صديقي وأتردد عليه بين حين وحين ورأى لي مكانة عنده ..سألت الموظف المقال : هل قصرت في عملك ؟ قال : لا . قلت : فلماذا إذن ؟قال : يتهمني بأنني من " الإخوان المسلمين " ؟ مضيت لصديقي المدير وسألته عن ذلك القرار .. فأكده .قلت : لعله قصر في عمله أو أساء فيه ؟قال : لا ؛ بل هو من أحسن موظفيّ وأكثرهم إخلاصا .قلت : منذ كم يعمل عندكم ؟قال : منذ أربع سنوات تقريبا ؟قلت : إذن تعرفه جيدا وتعرف وفاءه وصلاحه ؛ فلمَ تقطعُ رزقَه ورزقَ عيالِه ؟قال : يا رجل تصوّر أنه من " الإخوان المسلمين " !قلت : ماذا تعرف عن " الإخوان المسلمين " ؟ هل قرأت عنهم ؟ هل صاحبتهم ؟ هل سافرت معهم ؟ هل جاورتهم ؟ هل شاركتهم في شيء ؟قال : لا ؛ ولكن كل الإعلام يقول عنهم إنهم" إرهابيون " !قلت : دعك مما يقوله إعلام أعدائهم ؛ وقل لي أنت ؛ هل رأيت منهم ما يشجع على تصديق هذه التهمة في حقهم ؟ قال : اللهم لا .قلت : وهذا الموظف هل رأيت منه عنفا أو تساهلا في أعراض المسلمين ودمائهم ؟ أو سمعْته يبرر الإرهاب أو يدافع عنه ؟ قال : بصراحة ؛ لا .قلت : هل الدولة التي أنت فيها تعاديهم ؟ قال : لا .قلت : هل تعتقد أنها دولة مغفلة ؛ وأنك أعرف " بالإخوان المسلمين " منها ؟قال : بالتأكيد لا .قلت : فإذا كان ملتزما بعمله مبدعا فيه ، ولم يظهر عليه أي من علامات الإرهاب ، ولا يعادي شعبك ودولتك ، وأنت لا تعرف " الإخوان المسلمين " على الحقيقة ؛ فلماذا تتهجم على رزقه ورزق عياله ؟ فلئن لم يكن هذا هو الظلم فما الظلم إذن ؟قال : أتعرف " الإخوان المسلمين " ؟ قلت : أنا من يعرفهم .قال : حدثني عنهم !فذكرت له حماس وجهادها ، وإخوان مصر وصبرهم وسلميتهم ، وأردوغان ونجاحاته ، وحدثته عن أعدائهم بمفاسدهم واستبدادهم وما جلبوه على الأمة من هزيمة وتخلف وتفكك وإرهاب وتطرف ، ثم حدثته عن حاجة الأمة للفكر المستنير والإصلاح والتغيير وأن " الإخوان المسلمين " أهل للاحترام والثقة بما يتمتعون به من وسطية الفكر وسلمية المنهج والامتداد في العلماء والشعوب وسعة التجربة ثم بنوعية وخسة أعدائهم .وما هي إلا ربع ساعة ؛ حتى زالت الغشاوة عن عينيه ، فغير قراره ، وأصلح في " الإخوان المسلمين " رأيه .آخر القول : ما بنته شياطين الإنس والجن في ذهن صديقي لسنين من الباطل والجهل أزحته في دقائق وغرست بدله فكرا نيّرا ورأيا سديدا ونثرت في نفسه عطرا وشذى .. والحمد لله الذي يقول ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ).