20 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت الساحة الثقافية القطرية خلال الأسبوعين الماضيين حراكا لافتا على صعيد الاحتفاء باليوم العالمي للغة العربية، عبر العديد من الندوات والمؤتمرات، وقد أشار إلى طرف منها الزميل أ.طه عبدالرحمن في الصفحة المقابلة من عدد الثلاثاء الماضي في مقاله الموسوم "لغتنا الجميلة"، ومن هذه الفعاليات الندوة التي نظمها الصالون الثقافي بوزارة الثقافة والفنون والتراث حول اللغة العربية. والشيء بالشيء يذكر، فقد حضرت في السياق ذاته الأسبوع الماضي وعلى مدى يومين بعض جلسات مؤتمر"اللغة العربية في بيئات ومجالات مختلفة" والذي نظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" بالتعاون مع "معجم الدوحة التاريخي"وناقش موضوعات مهمة تناولت موقع اللغة العربية ضمن خريطة اللغات في العالم وتطوير محتواها وتأثير اللهجات العامية عليها ومدى تأهيلها لاستيعاب العلوم والمعارف الحديثة ونقلها وتداولها. ولا شك أن هذا الجهد يذكر فيشكر، ولكن كثرة الفعاليات البحثية والاحتفالية ليست دليلا على إحراز تقدم، كما أن طرح العديد من المحاور والأسئلة لدراسة المشكلات المحيطة بواقع اللغة العربية، لن يسمن أو يغني من جوع، ما لم تكن مؤسساتنا الثقافية والبحثية جادة في اتخاذ خطوات"عملية" تبدأ فيها بنفسها باحترام لغتنا الوطنية، وما لم يكن القائمون على تلك المؤسسات "مهمومين" حقيقة بقضية اللغة العربية وترسيخ التعامل بها حركة وفعلا، بحيث لا يقتصر الأمرعلى مجرد ميزانيات موضوعة في مناسبات احتفالية دورية. ومبعث مضمون الفقرة السابقة، أنني شاركت في العديد من فعاليات الجهة الأولى المنظمة للمؤتمر المذكور، ولاحظت عدم اكتراثها بفرض الاحترام الواجب للغتنا العربية، ونوهت إلى ذلك غير مرة وفي أكثر من مناسبة، وتمثل عدم احترام العربية بل وإهانتها في أن "كل" الفعاليات التي تعقدها يتكرر هذا المشهد المهين للعربية في دارها: مؤتمر يعقده المركز "العربي" للأبحاث ودراسة السياسات، تحتضنه دولة "عربية"، واحتفت الدوحة بكونها عاصمة للثقافة "العربية"، والمتحدثون على المنصة في المؤتمر "عرب" ويجيدون "العربية"، والحضور في القاعة 95% منهم "عرب"، ومع ذلك ودون أي مبرر يسمح المركز لبعض الباحثين بعرض أوراقهم بلغة غير العربية، رغم أن موضوعها ليس علميا أو تطبيقيا يستلزم لغة أخرى. وإذا حدث هذا مثلا في فرنسا أو ألمانيا بل في الكيان الصهيوني ولغته العبرية التي بعثها من الرماد، فلن يمر مرور الكرام. فلنكن جادين في الاعتزاز بلغتنا تعزيزا لمصداقيتنا، لأن فاقد الشيء لا يعطيه!