19 سبتمبر 2025
تسجيللا بد أن أحدكم جاءته فكرة في وقت ما ونتيجة ظرف ما ، أن ينعزل ويعيش وحيداً بعيداً عن كل إنسان أو مؤثرات .. يعيش زمناً معيناً لهدف معين أو ربما فقط لمجرد الابتعاد والعيش منفرداً .. تلكم الخواطر تأتي على المرء منا في أوقات تشتد عليه الأمور حوله ، بحيث يعتقد أن الانعزال والخروج عن المحيط هو الحل الأمثل .. فهل هو كذلك ؟ إن العيش منفرداً أو العزف على آلة الحياة منفرداً ، لو نتفكر فيه بعض الشيء ، فإنه أمر جميل في حقيقته ، وربما أتجرأ وأدعو إلى أن يجرب أحدنا هذه الحالة ولو مرة في عمره ، فقد عاشها خير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، وكانت له آثاره الإيجابية عليه ، فلم لا نقتدي به ولو بشكل أبسط بكثير مما كان عليه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ؟ فإن العيش منفرداً عما حولك من بشر وأحياء وجمادات ، ولو لم يكن بدنياً ، كأضعف الإيمان في هذه المسألة، له إيجابيات كثيرة لا يمكن أن يستشعرها إلا من جربها حق التجربة. السفر منفرداً ، واحدة من طرق العيش الانفرادي لفترة من الدهر قصرت أم طالت . رحلات البر والبحر ، طرق أخرى ولكن ليست في جماعات كبيرة ، وإنما تقتصر على عدد محدود جداً من أقرب وأصدق الأصدقاء ممن لهم ميول شبيهة وتوجهات لا تختلف عنك .. قيام الليل والناس نيام ، لمن يقدر على ذلك ، من أفضل وسائل العيش الانفرادي والتفكر والتدبر .. قد يتساءل أحدكم : لماذا أدعو إلى العيش الانفرادي ولو لفترة قصيرة من حياتنا ؟ والجواب بكل اختصار ووضوح رؤية ، أنني أدعو إلى ذلك لأن المرء منا بحاجة إلى مراجعة نفسه ومحاسبتها دينياً ودنيوياً .. نحن نحتاج إلى وقفات بين الحين والآخر مع النفس . لابد أن نتفكر في أمورنا ومن معنا وكيف نعيش حياتنا وكيف تسير وإلى أين تسير وماذا بعد ذلك . أما أن نظل هكذا نعيش حياة خليطة مع الناس لسنوات طوال ، نجري ونلهث كالخيول دون توقف ، فهذا أمر لا ينبغي أن يكون . إذ حتى الخيول في سباقات التحمل ترتاح في محطات حتى تكمل السباق على خير .. ألا نستحق أن نكون كتلك الخيول على أقل تقدير ونرتاح في محطات معينة لأجل استكمال ، ليس السباق بالطبع ، ولكن حياتنا الدنيا ، حتى تنتهي على خير ؟ أظن أن الأمر بحاجة إلى وقفة أو وقفات متعددة ، والعيش منفرداً ولو لحين من الدهر قصير ، إحدى تلك الوقفات .. فهل أنتم مقتنعون ؟