14 سبتمبر 2025

تسجيل

بين الواقع والحلم

05 يناير 2014

تلك الخشبة التي يقف عليها الممثل ليعلن ميلاد عمل مسرحي جديد في كل مرة ليست بالخشبة العادية أو المنصة التي تحمل مواهب الممثلين وإبداعاتهم، بل هي مدرسة تحمل هموما ثقافية فنية اجتماعية اقتصادية سياسية وحتى علمية تطرحها للمجتمع وسط حضور جماهيري يضم كل فئات المجتمع، ولكن هل هذا ما يحدث في مسرحنا؟ أعمالنا المسرحية موجهة فقط للمتخصصين من مخرجين وصحفيين ولجان تحكيم وغيرهم من بقية المنتمين إلى مجال المسرح، نحن مازلنا عاجزين عن إخراج أعمالنا المسرحية إلى عامة الجمهور، مازلنا نفتقد إمكانات وثقافة إيصال الرسالة المسرحية، حيث إن المسرح عندنا رغم نشاطه الدءوب إلا أنه مازال متقوقعا على نفسه بشكل غريب جدا وسط تجاهل مستفز من الوسائل الإعلامية التي تنقل هذه الأنشطة على استحياء متواضع عبر تغطيات لا تتجاوز الخمس دقائق وكأن المسرح لا يعد جزءا حيويا من المجتمع، متجاهلين أن المسرح في تغيير دائم وتطور مستمر ويتأثر بكافة المتغيرات التي طرأت على العالم من كل النواحي، ابتداء بالثقافة السائدة وانتهاء بثورة الاتصالات والثورة المعلوماتية، والمسرح يعيش طوال حياته فترات مستمرة من الصراع بين المتغيرات السياسية والاقتصادية، والاجتماعية. وقد عكست هذه المتغيرات نفسها في المسرح من حيث القضايا التي يناقشها المسرح، ومن حيث تطور التقنيات المستخدمة على خشبة المسرح. وبالتالى من المفروض أن يبرز المهتمون هذه المتغيرات بشكل واضح ويقدموا في كل مرة مسرحا مختلفا تماما عما مضى. لست هنا لأحكم على المسرح، فالتحكيم في العمل المسرحي عمل يحتاج إلى عقليات متخصصة فنيا وتقنيا وثقافيا. فالمسرح مرآة للمجتمع، ومكان للترفيه، يرى فيه الناس ما يحدث على أرض واقعهم ولكن بشكل مختلف. وهذه المرآة يجب أن نرى أنفسنا فيها قبل أن نحكم عليها بأي شكل من الأشكال، لكنني هنا لأتساءل ما الذي ينقصنا كي نقدم مسرحا يصل إلى الجمهور بسهولة ويسر؟ نحن لدينا أزمة واحدة، هي أزمة متفرجين، وأسباب هذه الأزمة ربما في التسويق وربما في الإعلام. يبقى السؤال مطروحا للمهتمين الذين هم أعلم وأكثر إلماما مني بهذا المجال.أخيراأوجه تحية صادقة لكل كاتب ومخرج وممثل مازال صامدا متمسكا بالقيم المسرحية ورسالتها الفنية في زمن السقوط الفني المرعب.