13 سبتمبر 2025

تسجيل

الحاجة لتوثيق سِيَر حكّام قطـَر وتاريخنا المعاصر

05 يناير 2014

ما من شك ان التعريف بتاريخ هذا الوطن وبحكام قطر بشكل خاص جزء من الهوية الوطنية التي يجب ان تكون من الأولويات في بحوثنا العلمية ودراساتنا الاجتماعية والتاريخية، عندما يكون الهدف الاساسي منها يسعى لتوثيق مرحلة مهمة من مراحل التاريخ السياسي والاجتماعي والاقتصادي لهذا المجتمع وبخاصة خلال القرنين الماضيين. والتعريف بتاريخ قطر المعاصر وبخاصة ما يتعلق بالحياتين السياسية والاجتماعية من الموضوعات المهمة التي يجب ان توفر لها كافة الوسائل البحثية والمادية معا لتشجيع البحوث العلمية الاصيلة لخدمة هذه المرحلة المهمة من تاريخ قطر، ومنها تاريخنا غير الموثق حتى الآن.كتاب الشيخ عبدالله بن جاسم:ومن حسن الطالع أنه يأتي قبل ايام مع احتفالنا بالعيد الوطني تدشين كتاب "الشيخ عبدالله بن جاسم آل ثاني: قصة قائد 1913 ـ 1949" كباكورة انتاج متحف قطر الوطني عبر ادارة المطبوعات والنشر بهيئة متاحف قطر لمجموعة من المؤلفين منهم: الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني ـ نوف بنت إبراهيم حسن ـ د. كلثم بنت علي الغانم (المؤلِّف الرئيس) ـ الشَّيخ خالد بن محمّد بن غانم آل ثاني ـ د. عبدالله بن محمّد السليطي ـ د. هيا بنت علي بن جاسم آل ثاني ـ د. ربيعة بن صباح بن سعيد الكواري ـ د. يوسف بن محمد عبيدان ـ د. يوسف بن إبراهيم العبد الله ـ أ. محمد بن بوهندي البو هندي.أهمية مثل هذه المؤلفات العلمية:مثل هذه الكتب العلمية تسهم مساهمة كبيرة في توعية أجيال اليوم بتاريخ قطر المعاصر وما قدمه حكام قطر ـ رحمهم الله جميعا ـ عبر مسيرتهم الطويلة من خدمات جليلة في شتى جوانب التنمية والبناء، سواء كانت الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية أو الصحية وغيرها.وكتاب "الشيخ عبدالله بن جاسم" قد يعد من الكتب المهمة التي توثق لحياة المجتمع القطري قبل وبعد اكتشاف النفط، حيث يتناول عدة محاور اساسية ورئيسية في عهد احد حكام قطر البارزين في بداية القرن الماضي خاصة بعد وفاة حاكم قطر المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني ـ طيب الله ثراه ـ سنة 1913م.الجوانب التاريخية في الكتاب:يتناول الكتاب بعض الجوانب التاريخية من حياة الشيخ عبدالله السياسية، وبعض الفصول المجهولة من تلك الفترة التي قد لا يعرفها أجيال اليوم عن هذا الحاكم المحنك والقائد البارز في تاريخ قطر المعاصر.ويتطرق الكتاب إلى: قطر عبر التاريخ والحضارات القديمة، والسكان والاقتصاد والمجتمع، ونشأة الدوحة العاصمة وقبلها مدينة (البدع) التي كانت نواة لمدينة الدوحة، وتعزيز مدينة الدوحة بوصفها مركزاً للحكم في عهد الشيخ عبدالله بن جاسم، وظهور قطر كياناً مستقلاً وعلاقاتها مع الدُّول الكبرى.ويقدم الكتاب إطلالة على سيرة وشخصية الشيخ عبدالله بن جاسم، ومولده ونسبه ونشأته وتعليمه وطفولته وشبابه، ومبايعته حاكما لقطر، وصفاته وأخلاقه وتدينه وصبره على الشدائد، وكذلك ما عرف عنه من جود وكرم وانسانية وشجاعة وهيبة ووقار، وحبه للفروسية والقنص، واهتمامه بمصلحة الوطن والمواطن، والدور التّاريخيّ للشَّيخ عبدالله في نهضة قطر. كما يتحدث الكتاب عن تنظيم علاقات قطر الخارجية، وتنظيم الأنشطة الاقتصادية: كالتجارة والتبادل التجاري وإدارة مفاوضات النفط، والتَّعليم وتأسيس المدارس كالمدرسة الأثريّة ومدرسة الإصلاح الحَمَديّة (أو الحميدية)، ويتعرج بنا الكتاب في الحديث عن الصحة وبناء المستشفيات.الثقافة والشعر والحياة المعمارية:ويتناول الكتاب كذلك الأدب والشعر والحياة الثقافية مثل:طباعة الكتب ـ الشعر الفصيح ـ الشعر النبطي ـ الشيلات الحربية وقصائد العرضة ـ شعراء قطر وفن الموال (الزهيري) ـ النهمة ـ التُّراث الخاص بالشيخ عبدالله بن جاسم ـ القصر القديم: قصر الشَّيخ عبدالله (رمز وقيمة معمارية): تاريخ بناء القصر ـ انتقال الشيخ عبدالله من البدع ـ الأسماء التي أُطلقت على القصر ـ النمط المعماري للقصر ـ مخطط القصر القديم ـ أبرز الأحداث التي شهدها القصر ـ مغادرة القصر القديم ـ إنشاء متحف قطر الوطني سنة 1975م.ويشير الكتاب أيضا إلى بعض مقتنياته الشخصيّة مثل:سيارات الشيخ عبدالله بن جاسم، وأسلحته، وبعض المرويات عنه من الشيلات الحربية والقصائد النبطية.كلمة أخيرة:الكتاب في مضمونه يعد دراسة مهمة يحتاجها جيل اليوم لمعرفة تاريخ الوطن وحكامه خلال القرن الماضي، خاصة انه يروي قصّة قائد ووطن، قصّة قائد كبير أحبه شعبه كثيراً، إنّه الشعب القطري الذي كان يلبي ـ على الدوام ـ نداء الوطن تحت لواء الشَّيخ عبدالله التي تدعو للالتفاف حوله، فينشدون الشعر معبرين عن حبهم له ورفعهم لرايته. إنَّها قصّة الشَّيخ عبدالله بن جاسم، حاكم قطر الثالث، بعد جده الشَّيخ محمّد بن ثاني آل ثاني ووالده الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، إذ تولى الشَّيخ عبدالله بن جاسم الحكم في 17 يوليه 1913م، بعد وفاة والده المؤسِّس، رحمهم الله جميعا.