21 سبتمبر 2025
تسجيلاستقبلنا قبل ايام العام الميلادي الجديد 2012 وودعنا عاماً مضى فكل عام وأنتم بخير.. ولكن لو حاولنا وصف العام الماضي ونتساءل هل يمكن أن نقول عنه عام الحرية؟! أم عام الشعب؟ أم عام الثورات؟ أم عام الربيع العربي؟ كل هذه العناوين يمكن أن يتصف بها العام الماضي ولكن لا يزال بعض هذه العناوين ناقصاً.. فإذا قلنا إنه كان عام الحرية، فالحرية تحققت جزئياً في بعض الأقطار العربية، خاصة التي شهدت ثورات شعبية بينما بعض الأقطار العربية الأخرى لا تزال ترزح تحت الديكتاتورية. وإذا قلنا إنه عام الشعب، فهذا أيضاً صحيح ولكن الشعب العربي وحتى هذه اللحظة وحتى هذا اليوم الأول من العام الجديد لا يزال بعيداً عن مطالبه وحقوقه المشروعة خاصة في تلك الدول التي لم يمر عليها تسونامي التغيير والتي لا تزال تنتظر. أما إذا أطلقنا عليه عام الثورات، فهذا صحيح أيضاً ولكن هذه الثورات هبت رياحها في بعض الأقطار العربية بينما الأقطار الأخرى لا تزال "محلك سر". وإذا قلنا إن العام الماضي هو عام الربيع العربي، فإن مثل هذا الربيع لم يأت بعد ولا تزال الثورات التي حدثت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسورية تعاني إما من الأشواك الضارة التي تمثل فلول الأنظمة السابقة أو تلك الأشواك التي تحاول الإدارة الأمريكية والغرب والصهيونية زرعها في محيط هذه الثورات أو تلك الأشواك التي تغرسها في طريق هذه الثورات تلك الدول العربية التي تخاف من رياح هذه الثورات مما يؤكد أن الربيع العربي الذي يتحدثون عنه لم يأت بعد، لأن هذه الثورات لم تنتصر بعد نجاحها وها هي تعاني اليوم من تحديات كثيرة وعقبات كبيرة تقف في طريقها ويمكن أن تجفف بعض الأعشاب الخضراء والورود التي ظهرت وتحول هذا الربيع إلى خريف إلا إذا استمر الثوار في مواصلة هذه الثورات ونزع كل شوكة يحاول الأعداء زرعها في مسيرة هذه الثورات. مما تقدم أستطيع تسمية العام الماضي عام "الشجاعة"، فالمواطن العربي نزع الخوف الذي زرعه في قلبه أغلب حكامنا العرب فكان هذا المواطن لا يرى.. ولا يسمع.. ولا يتكلم.. اليوم وبعد هذه الثورات امتلك المواطن العربي القدرة على الشجاعة وبدأ يرى.. ويتكلم.. ويسمع.. ويتظاهر.. ويرفع صوته عالياً مطالباً بالحرية والكرامة.. وبدأ هذا المواطن يرى بعينيه.. ويسمع بأذنيه.. ويتكلم بلسانه.. بعد أن فرضوا عليه سابقاً أن يرى بأعين الحكام ويسمع بآذانهم.. ويتكلم بلسانهم. الشجاعة هي تلك المخزون الدفين الذي كان بداخل كل مواطن عربي يحاول تفجيره لكن أسلحة القمع والاضطهاد والديكتاتورية كانت له بالمرصاد لكن بركان الغضب انفجر في هذا العام وانهزم اليأس والخوف من صدور الشعب وها هو يقدم الغالي والنفيس من أجل حريته وكرامته بعد أن امتلك ناحية الشجاعة، لهذا يمكن أن نقول عن العام الماضي.. إنه عام الشجاعة.