10 سبتمبر 2025

تسجيل

صورة جديدة للعرب

04 ديسمبر 2022

مونديال قطر ٢٠٢٢ قدم صورة جديدة للعالم عن العالم العربي والخليج العربي واختصر كل الحواجز التي كانت والمفاهيم المغلوطة عن العرب عبر بثها مزيجاً مميزاً عن الثقافة العربية الأصيلة وسماحة الإسلام والضيافة العربية المعبرة عن الكرم والجود. قدمت قطر البساطة الممزوجة بعبق التاريخ والحاضر والمستقبل دون أي مبالغة واستطاعت أن تُعلِمَ العالم بأن السمو يكمن في صدق توصيل الجماليات العربية التي لم يطمسها الزمن رغم سمات الحداثة والتطور. ان رحابة صدر الشعب القطري وحسن استقباله لكافة الأجناس والأعراق من اصقاع العالم شكل نموذجاً عربياً ستتحدث عنه الأجيال، لتغرس قطر في أذهان الجميع أن المستحيل نستطيع أن نتخطاه مهما كانت الظروف. رياضياً: لمسنا جميعاً التكاتف والتآزر العربي العربي بين صفوف المشجعين العرب وشكل انتصاراً مبهراً لم نره قط، لأن الارض الحاضنة للمونديال هي دولة عربية مسلمة. فاجتمع العرب على روح واحدة ونبض واحد وتعاضد مشهود. فرأينا معظم العرب مشجعين لقطر في مباراتها مع السنغال لتودع بعدها المونديال وتبقى الحاضنة للحدث الدولي أما فوز السعودية على الأرجنتين التي أعطت رونقاً باهراً في المونديال وشكلت خسارتها أسفاً واسعاً إلا أن لغة الكرة تتسم دائماً بالروح الرياضية والمنافسة. ومن أهم المواقف اللافتة على المستوى الجماهيري العربي أن أصحاب التعصب الرياضي للمنتخبات والأندية الأوروبية كالأرجنتين والبرازيل وأسبانيا تلاشى مع اللُحمة والاخوة والترابط العربي والإسلامي أيضاً، لنجد المشجعين العرب يتحدون في تشجيع المنتخبات العربية رغم جماهيرية هذه المنتخبات الأوروبية في العالم العربي بدليل الفرحة العربية الكبيرة بالفوز التونسي على فرنسا وتأهل المغرب لاسيما أن المشجعين الأجانب أبدوا تشجيعهم للمنتخبات العربية في صورة تعكس اللغة الواحدة للكرة ومهارة كل منتخب. إعلامياً: شكل المونديال قفزة نوعية على مستوى الإعلام العربي من حيث إمكانيات ومهارات نقل الحدث وسلاسة إجراء اللقاءات مع مشجعي المنتخبات القادمة من أصقاع العالم وفرصة للتعرف على آرائهم ونظرتهم للمنطقة العربية وتغيير فكرتهم لتُثبت قطر أن العرب قادرون على استضافة أهم الأحداث العالمية الضخمة، لنشاهد سجية لقاءات المشجعين الأجانب عبر القنوات العربية وهم ينطقون الكلمات العربية التي تعلموها أثناء تواجدهم في قطر خاصة تلك الجنسيات المتنوعة التي تزور العالم العربي لأول مرة من قارة آسيا وأفريقيا وغيرها من قارات العالم فرغم كل محاولات تسييس المونديال كانت الكرة هي المحرك الرئيسي لتكسر كافة حواجز التحامل والانتقادات خاصة ما قامت به بعض وسائل الإعلام الغربية من حملات تشويه ومعايير مزدوجة لا جدوى منها في الوقت نفسه ومع وجود صحف ووسائل إعلام غربية مناهضة للمونديال المقام في قطر جاءت صحف أخرى عريقة مثل التايمز البريطانية وأعربت عن ارتياح إحدى مشجعات المونديال التي شعرت بالأمان في ملاعب الكرة الخالية من الكحول والمطالبة أن تكون قطر نموذجا يحتذى به في البطولات المقبلة في سابقة هي الأولى من نوعها في الملاعب الكروية التي تقام فيها مباريات كأس العالم ووصفت بأنها بيئة خالية من المتاعب ناهيك عن صقل قدرات الإعلاميين والمقدمين العرب وإثبات مهارتهم العالية في نقل الأحداث الكروية من قلب الملاعب ولنا أن نذكر متانة مجابهة الصحف القطرية والعربية للصحف المُسيئة لكل ما يُقال أو يقلل من قيمة المونديال وبراعة الإنجاز لتمُيط الأذى المُتعمد المُغرض قطر بوابة العالم العربي تمكنت بجدارة بالغة لا يستهان بها في ترسيخ السمعة الطيبة للعالم العربي الإسلامي الأصيل الرصين، بوركت قطر والفخر الكبير أننا نعيش في هذا الزمن الذي نتحدث فيه عن قطر الدولة العربية التي قهرت المستحيل ونجحت بجدارة في لم شمل العالم على أرضها الطيبة.