11 سبتمبر 2025

تسجيل

باختصار.. العالم يتعلم في قطر

04 ديسمبر 2022

بداية أعترف أنني كنت من اولئك الكثر الذين كانوا يتوقعون عدم إقامة كأس العالم 22 في قطر في موعدها، لعدة أسباب من أهمها أحداث المنطقة ومشاكلها التي لا تهدأ ثم الهيمنة العالمية التي تحتكر البطولة على دول معينة، فالفيفا حينما قررت إقامة أول بطولة كأس العالم في اسيا 2002م لم توافق إلا بشراكة بين اليابان وكوريا الجنوبية، من اكبر دول آسيا اقتصاديا وإمكانيات، لكن الشيء الجميل والمنجز الأجمل ظهر جليا في أن قطر منذ 2010 أخذت على نفسها عهدا أن تكون حديث العالم بل وجامعة يتعلم بها العالم صنع المنجزات والمعجزات في آن واحد وفي مساحة محدودة وان عظمت، بعقول نيرة وبذل سخي أحدث ظاهرة سيبقى العالم يتحدث عنها عقودا من الزمن، حيث عملت بصمت وفاجأت الكل بما لم يكن في الحسبان وكأن ابا العلاء المعري كان ينشد باسم قطر حينما أنشد. إني وإن كنتُ الأخير زمانُه.. لآتٍ بما لا تستطعه الأوائل وفعلا أتت قطر بما لم يأت بها من سبقها، تجهيزا وإعدادا وتنظيما بل تكميلا من كل النواحي والكمال لله وحده، لتحقق الصدارة في كل شيء، تماشيا مع قول الشاعر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل: ادور المنزل العالي.. ازايم الحمل وارقى به ما احب انا المركز التالى.. الاول اموت واحيا به لن أتحدث كثيرا عن عظمة قطر في هذا المحفل فقد كفاني العالم الوفي ذلك، بغض النظر عن الأصوات الشاذة التي خرجت عن الروح الرياضية، لتختلق مشاكل هي إلى الدسائس السياسية أقرب، حيث قطر الأرض الصلبة والدولة الطموحة والقيادة الحكيمة والشعب الوفي ذات المواقف الراسخة والهوية الثابتة والرؤى الناجحة، كشفت أن المنجزات ليست بالمساحة ولا بالثروات بل بالعقول التي لا ترضى عن الطموح بديلا، وأثبتت أن الدول الحالمة ركيزتها قيم وأخلاق وثوابت (تفتت الصخر رملا تفلق الحجر) وحين جاء موعد الميدان حققت تميزاً بل أرقاما قياسية في كل جانب من يوم الافتتاح وها هي تجاوزت دور المجموعات بنجاح فريد وستستمر حتى النهاية بإذن الله، ليكون مونديال قطر الاستثنائي كأفضل نسخة حيث الأكثر ارقاما قياسية والأجود تنظيما وابهارا وامانا. مونديال قطر لم يكن تظاهرة رياضية فحسب، بل رافق الحدث ميادين وفعاليات غير مسبوقة، شاركت فيها جميع الجماهير بأريحية وأمان مسح الصورة العقيمة التي رسخها إعلام الغرب عن دول الخليج. فشكرا لقطر كيانا وقيادة وشعبا حقق الكثير ولازال المستقبل بإذن الله أكثر استشرافا وإشراقا وعطاء. نقاط. إذا غامرت في شرف مروم.. فلا تقنع بما دون النجوم .. كممت المانيا افواه لاعبيها أمام المدرجات.. فقذفت بها الروح الرياضية لملعب المذلة والإحراجات .. شكلت الجماهير العربية إضافة رائعة في المدرجات والميادين في تظاهرة في غاية الجمال .. باختصار. قطر ليست اكاديمية في الرياضة وعالم التنظيم بل جامعة في كل علوم وفنون العالم ستبقى مرجعا ورافدا يستسقي منه العالم ما يروي به غروسه.